دعت الأستاذة العايب شبيلة، في مداخلتها حول المشاركة السياسية للمرأة والمواطنة، حزب جبهة التحرير الوطني الذي وصفته بكونه حزبا طلائعيا إلى لعب دور كبير في احتواء كل الفئات الاجتماعية والعمل على تجنيدها بدل أن تقوم هذه الفئات بالتأثير في الحزب، كما أشارت إلى أهمية الدور القيادي الذي اختارت المرأة الجزائرية أن تلعبه في الكواليس بسبب غياب الضمانات السياسية التي تسمح لها بخوض غمار السياسة جنبا إلى جنب الرجل. واستنادا للتوضيحات التي قدمتها الأستاذة، خلال اليوم الدراسي الذي نظم أول أمس حول الترقية السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة، فإن الأفلان حزب طلائعي لأنه يحمل مصالح الجزائر ويختلف عن الجبهة التي تنتجها تنازلات سياسية كما انه ليس تحالف، وبالتالي فعلى الأفلان أن يعود إلى أبعاده الثلاثية وهي كونه حزب وطني يضمن استقلال الدولة وديمومتها خاصة في ظل ما يحدث في المنطقة العربية حيث أصبحت دول العالم الثالث مهددة بالزوال، إضافة إلى بعد آخر مرتبط بالاستحداث وهنا عليه أن يجلب المجتمع نحو العصرنة، أما البعد الثالث فهو كونه حزب مسلم وليس إسلامويا. وتساءلت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية عن أسباب عزوف المرأة عن الممارسة السياسية، أن كانت مرتبطة بخصوصية المرأة نفسها أم تقصير من الدولة، أو بسبب وجود خلل في القيم السياسية بالجزائر، وتساءلت عن مدى إمكانية المشاركة السياسية للمرأة في ظل غياب المواطنة؟ حيث اعتبر ت في هذا السياق المواطنة شرطا أساسيا لتمكين المرأة من اقتحام عالم السياسة بقوة. وفيما يتعلق بنظام الكوطة، قالت شبيلة، إنها إجراء مرحلي واستدراكي سيبج أن نعمل به ولكن لا يجب أن يتواصل ويستمر وإلا فإن سيفرز نوعا جديدا من التمييز ضد الرجال، وبالتالي علينا التفكير في مرحلة ما بعد الكوطة. وطالبت الأستاذة شبيلة بالعودة إلى القرآن ودراسته ككتاب كامل وبعقلانية تسمح بتفسيره وفهمه وفق التطور الحاصل باعتبار انه أساس الهوية الوطنية والثقافة الجزائرية المستمدة من الإسلام وليس من الإسلاموية، وختمت بدعوة حزب جبهة التحرير الوطني إلى تقديم طرح قوي للمرٍأة ومميز بما يمكن المرأة أن تكون مواطنة ويسمح لها بالقيام بدورها كفاعل أساسي في الحياة السياسية.