أشرف عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على ندوة فكرية موضوعها الرئيسي »المرأة الجزائرية والتحولات الاجتماعية والسياسية...مكاسب وتطلعات«، وقد شاركت في هذه الندوة، التي نظمتها أمانة الأسرة والمرأة للحزب، أكثر من 400 امرأة قدمن من كل ولايات الوطن، في إطار المساهمة في النقاش القائم حول ترقية الممارسة السياسية للمرأة الجزائرية، لا سيما بعد التعديل الدستوري الأخير الذي أقرّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. انطلقت أول أمس أشغال الندوة الوطنية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني حول ترقية الممارسة السياسية للمرأة الجزائرية في المجالس المنتخبة، بفندق الرياض، بالعاصمة، حيث شهدت الندوة مشاركة قياسية للمناضلات في الحزب واللواتي حضرن بقوة لمناقشة التحولات الاجتماعية والسياسية من حيث المكاسب والتطلعات التي تصبو إليها المرأة في الجزائر. ومن هذا المنطلق قدم عديد الأساتذة المختصين في القانون وعلم الاجتماع محاضرات تشرح وضعية المرأة في الجزائر ومختلف التطورات التي طرأت على سمارها الدراسي والمهني خاصة بعد الاستقلال. وقد استهلت حبيبة بهلول، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلفة بأمانة المرأة وقضايا الأسرة الندوة، بالحديث عن الأشواط التي قطعتها المرأة الجزائرية في جميع المجالات، وبالأخص منها مجال السياسية، كما دعت إلى ضرورة العمل لتجسيد المطالب التي جاء بها المؤتمر التاسع للحزب، من أجل ترقية دور المرأة وإعطائها المكانة السياسية اللائقة بها، في إطار المادة 31 مكرر من الدستور، على صعيد الإدماج في مؤسسات الدولة وكذا تمثيلها في المجالس المنتخبة. مباشرة بعد ذلك فتح المجال أمام مداخلات الأساتذة، حيث أشار المحلل الاجتماعي ناصر الدين جابي إلى الصعوبات التي حالت دون تمكين المرأة من مكانة سياسية مرموقة على غرار أخيها الرجل. وقال إنه بالرغم من كل الإنجازات والمكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية في مجال التعليم، وكذا في عالم الشغل، تبقى بعيدة كل البعد عن الممارسة السياسية. جابي أكد في مداخلته أن المرأة أصبحت حاضرة كمّا ونوعا، وأن الأمور تغيّرت كثيرا بالمقارنة مع العقود الفارطة، حيث نجد حضورا نقابيا ومشاركة سياسية. وبالمقابل أوضح أن المرأة الناجحة تعاقب في المجتمع لكون الرجل يرفض الزواج منها بما يؤدي إلى ارتفاع نسبة العزوبية وفي بعض الأحيان الطلاق، وهذا لا يمنع -في رأيه- من أن 37 بالمائة من القضاة نساء، 63 بالمائة من السناء في قطاع الصحة، ناهيك عن باقي التخصصات، فيما يبقى تحدي المرأة في المجال السياسي قائما. مداخلة جابي كانت متبوعة بمحاضرة أخرى قدمتها الأستاذة لويزة حمدوش حول »المرأة والعمل السياسي...مقارنة مغاربية«، فيما تطرق الأستاذ وليد العقون في محاضرته إلى »مكانة المرأة..إشكالية ونقاش قانوني«، بما سمح للنساء اللواتي شاركن في اللقاء بفتح نقاش كبير في الفترة المسائية حول تلك المحاور، من خلال طرح انشغالاتهن واقتراحاتهن أمام الأمين العام عبد العزيز بلخادم الذي رافق أشغال الندوة طيلة اليوم.