عبر المغتربون الجزائريون القادمون من مدينة مرسيليا على متن الباخرة الفرنسية "جزيرة الجمال" عن سخطهم واستيائهم من تدني الخدمات الاجتماعية وسوء التكفل بالمسافرين الجزائريين على متن البواخر الفرنسية التي توظف في أغلب الأحيان طاقما فرنسيا، كما سمحت فرصة اللقاء التي جمعتهم بجمال ولد عباس وزير الأسرة والتضامن والجالية الوطنية بالخارج بطرح مختلف الانشغالات المتعلقة بالاستقبال وظروف تخليص إجراءات العبور. واستنادا للتصريحات التي قدمها المغتربون الجزائريون لوزير الأسرة والتضامن والجالية الوطنية بالخارج، فإن الرحلات التي تربط الجزائر بفرنسا عبر البواخر تعرف عدة مشاكل تتعلق أساسا بتدني الخدمات المقدمة وسوء التكفل بالجزائريين على متن البواخر الفرنسية التي تفتقد حتى إلى مراحيض مهيأة ونظيفة، بما فيها باخرة "جزيرة الجمال" التي تأخرت عن موعدها المقرر لأكثر من خمس ساعات، على عكس البواخر الجزائرية التي توفر لهم كل أسباب الراحة والرفاهية وعلى رأسها باخرة" طارق بن زياد ". من جهته أكد جمال ولد عباس الذي كان في استقبال هؤلاء المغتربين فور وصول الباخرة إلى ميناء العاصمة في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، أن مصالحه قد وفرت لهم الظروف الملائمة لضمان استقبال مريح، انطلاقا بتهيئة 19 نقطة استقبال موزعة بين الموانئ والمطارات على المستوى الوطني، حيث يتم استقبال الأطفال والأمهات من طرف فريق تابع للوزارة مكون من أطباء ونفسانيين وفريق عمل جامعي للتكفل بهم على أحسن وجه. زيارة الوزير امتدت إلى فضاءات الاستقبال على مستوى الميناء الذي استقبل حوالي 1400 مسافر وقرابة 380 سيارة كانوا على متن الباخرة الفرنسية "جزيرة الجمال"، كما اطلع على مختلف المصالح بالميناء لا سيما تلك المكلفة بمنح سندات العبور لدى الجمارك والخاصة بجمركة السيارات التي تبقى في الجزائر. وخلال زيارته التي تواصلت عبر قاعات الانتظار على مستوى الميناء، أكد ولد عباس أنه ولأول مرة تم اتخاذ إجراءات لضمان تخليص سريع للوثائق، حيث تجري عملية تسوية وثائق السيارات القادمة من البلدان الأجنبية على متن الباخرة خلال الرحلة، فيما لم ينفي الوزير صرامة التفتيش باعتبار أن الجزائر بلد مستهدف من طرف الإرهاب ويجب اتخاذ كل الاحتياطيات الضرورية لضمان الأمن. وعلى صعيد أخر لم يتردد الوزير في التذكير بمهام الوزارة الجديدة التي تم استحداثها للتكفل بالرعايا الجزائريين حيثما وجدوا، حيث قال إنه طلب من وزارة الخارجية تقديم قائمة جرد لكل الجزائريين المتواجدين في الخارج والذين يعيشون ظروفا صعبة بهدف التكفل بهم، بالإضافة إلى إعداد قائمة رسمية للجمعيات الجزائرية التي تنشط بالخارج. ويشار إلى أن الجزائر استقبلت في الفترة الممتدة ما بين جانفي إلى جوان من العام الجاري حوالي 150 ألف زائر، كما تم تنظيم رحلات متواصلة يوميا لضمان تغطية شاملة خلال فصل الصيف بمعدل أربع رحلات في اليوم، كما تستعد مصالح ميناء الجزائر على تحضير رحلات العودة التي تكون غالبا في نهاية شهر أوت.