سيحل 900 ألف مهاجر جزائري مقيم بديار الغربة بالجزائر خلال شهر سبتمبر القادم لقضاء شهر رمضان بالوطن وسط عائلاتهم وأهليهم، بالإضافة إلى العدد الهائل لأفراد الجالية المقيمة بالخارج الذين جاؤوا لقضاء فصل الصيف والذين قدر عددهم إلى حد الآن ب80 ألف مسافر منذ شهر جوان الماضي. وقد عبّر السيد جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج عن استعداد الحكومة لتقديم كل التسهيلات للجزائريين المقيمين بالخارج والراغبين في إقامة استثمارات منتجة بالجزائر، والتي تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، حيث أضاف الوزير في تصريح للصحافة على هامش الزيارة التي قادته أمس لميناء الجزائر لاستقبال المهاجرين القادمين من مارسيليا على متن باخرة "الجزائر 2 "، أن مصالحه تعمل بالتنسيق مع وزارة الصناعة وترقية الاستثمار لبحث السبل الناجعة لتشجيع وجلب الاستثمارات من خلال فتح الأبواب وتقديم التسهيلات للمهاجرين الراغبين في إنشاء مصانع أو الاستثمار في المجالات الصناعية والخدماتية بالوطن. وفي هذا السياق، ألحّ السيد ولد عباس على أهمية تشجيع الاستثمارات التي تخدم البلاد والتخلي عن الاستثمارات التي حققت فيها الجزائر إشباعا كالاستثمار في المواد الغذائية والمشروبات مثلما قاله رئيس الجمهورية في خطابه الأخير أمام رؤساء البلديات. ومن جهة أخرى، ذكّر المسؤول بعزم الدولة على الاستفادة من خبرات أبنائها والتكفل بحقوق الجالية الجزائرية بالخارج من خلال التكفل بحالتهم المدنية والاجتماعية، وتحفيز الجيل الأول للمهاجرين للعودة إلى أرض الوطن. إذا علمنا أن أفراد الجالية الجزائرية المتواجدين بفرنسا حاليا بلغ عددهم مليون و536 ألف مهاجر مسجل، وقد يكون العدد الحقيقي للمهاجرين الجزائريين بفرنسا يفوق هذا الرقم بكثير إذا حسبنا المهاجرين غير المسجلين لدى المصالح الإدارية. كما أفاد السيد قرايرية حسن الرئيس المدير العام لميناء الجزائر في تصريح ل "المساء"، أن الميناء سيشهد 346 رحلة بحرية إلى غاية نهاية شهر سبتمبر القادم من وإلى موانئ مارسيليا وألي كونت تضمنها أربع بواخر تابعة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين إلى جانب باخرة تمّ إيجارها من ايطاليا. وأضاف السيد قرايرية أن ميناء الجزائر يسجل سفر 480 ألف مسافر ونقل 170 ألف سيارة منذ بداية السنة وإلى غاية نهاية شهر سبتمبر القادم. ووصل أمس إلى ميناء العاصمة على متن باخرة "الجزائر 2"، 294 مسافر و264 سيارة من مدينة مارسيليا الفرنسية. وذكر السيد زموري سليمان المدير الجهوي للجمارك على مستوى ميناء الجزائر أن الميناء يستقبل يوميا ألف مسافر خلال موسم الاصطياف الذي يعرف توافدا كبيرا للجزائريين المقيمين بالمهجر والذين يفضلون الباخرة للتنقل إلى الوطن. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث باسم الجمارك الجزائرية أن المديرية العامة اتخذت قرارا بزيادة عدد الجمركيين العاملين بالميناء للسهر على تقديم أحسن الخدمات للمسافرين، حيث رفع العدد ما يقارب نسبة 30 بالمائة في شكل فرقتين إضافيتين مع تكليف فرقة للعمل داخل الباخرة، وإعطائها تعليمات لتقديم كل التسهيلات اللازمة من أجل تسهيل المرور. كما أشار السيد زموري إلى تخصيص رواق اخضر لتسهيل المرور للفئات الهشة من معوقين ومسنين. وخصصت وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج خلال هذا الموسم ولأول مرة 25 فضاء عبر كل الموانئ بالعاصمة، سكيكدة، عنابة، وهران، الغازوات، وبجاية والمطارات بكل من العاصمة، قسنطينة، عنابة، وهران، سطيف، تلمسان، بجاية، الشلف، وبسكرة والمراكز الحدودية لاستقبال المسافرين، يسهر على راحتهم شباب متطوع لتقديم كل الإرشادات والمعلومات اللازمة مع تقديم مشروبات وبالونات هوائية للأطفال. وسطرت الوزارة برنامجا ثريا لاستقبال المغتربين لدى نزولهم بأرض الوطن من خلال تقديم تسهيلات لدى القيام بإجراءات الدخول وإعلامهم بالخدمات الفنية، الثقافية، والسياحية، بالإضافة إلى تزويد هذه الفضاءات بأطباء وأخصائيين نفسانيين للتدخل في حالات الضرورة.