دافع الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، خالفة مبارك، عن خيار اعتماد النظام الرئاسي في التعديل الدستوري المقبل إلى جانب التوجه نحو فتح قطاع السمعي البصري، فيما اعتبر القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، أنه لا يُمكن للإصلاحات السياسية أن تجد طريقها نحو النجاح »من دون إشراك عنصر أساسي وفعال وهو الشباب«. سلّمت المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين أمس اقتراحات مكتوبة إلى هيئة المشاورات بعد اجتماع دام حوالي ساعة و15 دقيقة، وهي الاقتراحات التي قال بشأنها خالفة مبارك إنها لم تخرج عن ما تمّ تحديده في جدول أعمال اللقاء الذي حدّده »الخطاب التاريخي المعروف« لرئيس الجمهورية في 15 أفريل وبيان اجتماع مجلس الوزراء في 2 ماي الجاري، معتبرا المنظمة التي يرأسها »شريك أساسي« في مختلف القضايا. ولم تخرج الاقتراحات التي تحدّث عنها خالفة مبارك في تصريحه للصحفيين عقب اللقاء عن التصوّر العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي باعتباره عضوا قياديا فيه، بما في ذلك النقطة المتعلقة بطبيعة النظام السياسي المنتظر أن يُحدّده الدستور المقبل، حيث لم يتوان في الدفاع عن النظام الرئاسي، ودون أن يخوض في تقديم التبريرات أوضح أنه »فضلنا الناظم الرئاسي بدلا من البرلماني وعلّلنا ذلك بالأسباب..«. وإضافة إلى ذلك كشف أمين عام منظمة أبناء المجاهدين في تصريح دام دقيقتين من الزمن، أنه اقترح في وثيقته ضرورة فتح قطاع السمعي البصري »وتشجيعه بقوة«، مضيفا في هذا السياق »لقد شجعنا قرار رفع التجريم عن الجنح الصحفية، كما أننا طالبنا بالإسراع في تعديل قانون الإعلام« من أجل »إعطاء قطاع الإعلام مكانته اللائقة«. وفي الشق المتعلق بتعديل قانون الانتخابات يقتنع خالفة مبارك أنه »لا بدّ أن تكون القوائم مفتوحة على أساس النسبة التي يحصل عليها الأشخاص والحزب«، بل إنه يرى في ذلك ضمانة أساسية »حتى لا تكون نتائج الانتخابات معروفة مسبقا«، وخلص المتحدث إلى الاعتراف على هذا المستوى بأن »الأحزاب أصبحت تبحث عن النتيجة على حساب الكفاءة«. أما القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية الذي كان إلى جانب خالفة مبارك في لقائهما المشترك مع بن صالح ومساعديه، وهو أيضا قيادي في »الأرندي«، فإنه أشار إلى أهمية استشارة المجتمع المدني في الإصلاحات السياسية والتركيز على العنصر البشري بعد أن قال إنه »أداة أساسية وشريك أساسي في الحكم الراشد«، لافتا بالمناسبة إلى أن هذه الإصلاحات »ستركز في النهاية على شريك أساسي آخر وهو الجيل الذي أنتمي إليه وأقصد بذلك عنصر الشباب«، معتبرا إياه هو الآخر فاعلا رئيسيا في هذه العملية السياسية. وإذا كان خالفة مبارك يرى في بن صالح »المستمع الجيّد«، فإن نور الدين بن براهم ذهب إلى وصف الجو العام للمشاورات ب »الجيّد«، وأورد في هذا الاتجاه »سنواصل نضالنا من أجل تجسيد هذه الإصلاحات في مختلف الملفات والقوانين المعروضة علينا لأنها ستُحدث ديناميكية ديمقراطية حقيقية ونتخلص من الكثير من المواد المثقلة فيما يتعلق بالحريات والحوافز وكذا العلاقات بين مختلف جمعيات المجتمع المدني..«.