يدشن اليوم نورالدين بن براهم، القائد العام للكشافة، وكذا خالفة مبارك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين اللقاءات التشاورية مع الهيئة المفوضة حول الإصلاحات وهذا في اطار اشراك جمعيات المجتمع المدني في هذا المسعى. ويسعى بن براهم لتوظيف خبرته على رأس المؤسسة الكشفية وكذا مروره على المجلس الشعبي الوطني مع التجمع الوطني الديمقراطي في الفترة التشريعية 2002 / 2007 كنائب لتقديم ما يراه مناسبا خاصة في المجال التشريعي الخاص بالشباب والجمعيات والممارسة الديمقراطية في الجزائر، وقد يكون الحضور القوي للمرأة في المجال الكشفي دافعا لتقديم مقترحات من أجل ترقية تواجد المرأة في المجال السياسي. بينما سيكون خالفة مبارك ممثلا لإحدى أهم المنظمات لطرح مقترحات تساهم في تحسين الممارسة الديمقراطية من خلال نخب المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين. وتعتبر مشاركة المجتمع المدني في المشاورات حول الاصلاحات التي باشرتها الدولة بارومتر حقيقي لقياس مدى انتشارها في المجتمع واستقطابها للرأي العام وتأثيرها في توجيه الأحداث وتقديم مقترحات في مستوى التطلعات والمصالح الوطنية. وينظر الكثير لهذه الجمعيات التي بلغ عددها 80 ألف جمعية بأنها عبء على الدولة وتسعى وراء الريع والتموقع تبعا لتوجهات الساحة السياسية ويصفها الكثير بالموسمية غير أن البعض منها يرفض هذه الأوصاف وسيسعى جاهدا أمام فرصة فتح الباب للحوار لاستقطاب الأنظار ومحاولة فرض نفسها كقوة مؤثرة ولها كلمتها من خلال الاستنجاد بمختلف الشخصيات المثقفة والمحنكة لرفع مستوى النقاش السياسي والفكري في الوقت الراهن. وحتى وان كانت مسؤولية المجتمع المدني صعبة في تقديم مقترحات أرقى من مقترحات الأحزاب السياسية فقد تكون هذه المشاورات فرصة لاعادة بعث نشاطها وتجديد هياكلها وتسطير برامج عمل طموحة تستجيب لانشغالات وهموم المجتمع الذي بات تائها بين الأحزاب والجمعيات ويتساءل عن الأهداف التي أنشئت من أجلها هذه الجمعيات حيث كان يعول عليها لتنشئة المجتمع والمساهمة في تأطيره فاذا بها تنقلب عليه وأصبحت تمارس كل شيء الا العمل الجمعوي الذي لا نلاحظه الا وراء البحار وفي المجتمعات الغربية بحيث يقوم المجتمع المدني بعمل جبار ويؤثر في كبرى المشاريع السياسية والاقتصادية والبيئية وله كلمته في كل شيء.