لا يزال الجدل قائما حول المقترح الفرنسي الداعم للحد من ازدواجية الجنسية بفرنسا، والذي قوبل برفض قاطع من قبل الطبقة السياسية الفرنسية، ولمعرفة رأي المغتربين من أبناء الجالية الوطنية بالخارج خاصة حاملي الجنسية الفرنسية، تنقلت »صوت الأحرار« إلى المطار الدولي هواري بومدين وعادت بمواقف تباينت بين فئة قالت إنها ستضطر إلى التضحية بالجنسية الجزائرية مقابل الحفاظ على ما أسمته المصالح والامتيازات والتي مثلت الأغلبية، وأخرى قالت إنها ستتمسك بجنسيتها الأم بحكم الانتماء. أثار المقترح الذي تقدم به النائب عن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية كلود غواسغن والمتعلق بالتوجه نحو منع ازدواجية الجنسية بفرنسا، مخاوف عديد المغتربين من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا الحاصلين على الجنسية الفرنسية من إمكانية اعتماد مثل هذا القانون وتطبيقه، مخافة اضطرارهم إلى التخلي عن جنسيتهم الأم مقابل الاحتفاظ بالحقوق والامتيازات التي تضمنها لهم الجنسية الفرنسية، وفي استطلاع أجرته »صوت الأحرار« لرصد موقف المغتربين من المقترح أكد جل الفرونكو جزائريين الذين التقيناهم بالمطار الدولي هواري بومدين على رفضهم القاطع لتمرير مثل هذا القانون الذي وصفوه ب»العنصري«. على مسلمي فرنسا »التكتل« لمنع تمرير المشروع أكد مزدوجو الجنسية من أبناء الجالية الوطنية الذين تحدثنا إليهم، ضرورة »التضامن والتكتل« بين الجزائريين المقيمين بفرنسا والذي تقدر نسبة مزدوجي الجنسية منهم بحوالي 60 بالمائة من المسجلين بالقنصليات الفرنسية، لمنع المصادقة على هذا المقترح، فقد شدد أحد المغتربين وهو أب لأربعة أبناء يحملون كلهم الجنسية الجزائرية والفرنسية، على أن القضية لا تتعلق فقط بالجزائريين بل تشملهم إلى كل العرب المسلمين المقيمين بفرنسا والذين قال إن عددهم قد وصل إلى 5 ملايين مسلم، موضحا أنه وفي حال تمرير المشروع سوف يضطر إلى التضحية بالجنسية الجزائرية فقط من أجل الحفاظ على الحقوق والامتيازات التي تضمنها له القوانين الفرنسية خاصة وأنه لا يملك النية في العودة والعيش بأرض الوطن، ليضيف »أهم شيء عدم التدخل في ديانتنا الإسلامية أما الجنسية فنحن بالأساس جزائريون«. نفس الموقف أكدته مغتربة جزائرية قالت إنها تعمل بإحدى المؤسسات بفرنسا، والتي أوضحت أن تمرير مثل هذا القانون من شأنه تشتيت الجزائريين وتقسيمهم، أما بالنسبة إليها فقد أكدت أنها وفي حال ما تم إجبارها على اختيار إحدى الجنسيتين، فإنها ستختار الجنسية الفرنسية التي توفر لها عديد الحقوق كمواطنة فرنسية، معلقة بالقول »اختياري للجنسية الفرنسية سيمكنني من الحفاظ على حقي في العمل والانتخاب والتعليم وغيرها من الامتيازات التي يحظى بها المواطن الفرنسي على حساب الأجانب«، لتضيف »علينا أن نكون واقعيين، صحيح أن مشاعرنا تتجه كلها نحو الجزائر لكن مصالحنا ومستقبلنا كله في فرنسا«. ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي سجلناه في جولتنا بالمطار الدولي، فبعض الجزائريين المقيمين بفرنسا خاصة الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، أكدوا أنهم وفي حال تخييرهم سيحتفظون بجنسيتهم الأم، هو الموقف الذي دعمته شابة جزائرية قالت إنها ستبقى جزائرية في كل الأحوال، لتضيف »أنا في كل الأحوال أعمل جاهدة على العودة إلى وطني الأم لذلك وعلى الرغم من رفضي لهذا المقترح العنصري إلا أنني سأبقى جزائرية حتى لو فقدت كل حقوقي هناك«. المقترح مجرد ورقة يلعبها ساركوزي لاستقطاب أصوات لوبان وحول موقفهم من المقترح الذي تقدم به النائب عن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية كلود غواسغن والمتضمن إلزام كل أجنبي بالاختيار بين جنسيته الأم والجنسية الفرنسية، أجمع أبناء الجالية الجزائرية الذين إلتقيناهم بالمطار الدولي »هواري بومدين«، بالأمس، على رفضهم التام للتقرير الأسود الذي يعتزم النائب عن حزب ساركوزي تسليمه إلى لجنة القوانين بالمجلس الوطني الفرنسي بعد غد الأربعاء، والذي اعتبروه انتقائيا وموجها للاستغلال الانتخابي، حيث أكد أغلب من تحدثنا إليهم على أن الرئيس الفرنسي يسعى من خلال تمرير هذا المقترح إلى استعطاف رئيسة حزب الجبهة الوطنية والمحامية الفرنسية مارين لوبان واستقطاب أصوات نوابها بالحزب، في الاستحقاقات الانتخابية المنتظرة السنة المقبلة. وعلى الرغم من كل البنود التي تضمنها التقرير، والذي خصصت له 197 صفحة كاملة، غير أن المهاجرين من أبناء الجالية الوطنية توقعوا عدم تمرير واعتماد القانون، مجمعين على أنه مجرد ورقة يلعب عليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للاستفادة من أصوات نواب اليمين المتطرف.