تم، أمس الأول، إبراز دور ومسار صحيفة المجاهد كلسان حال جبهة التحرير الوطني خلال حرب التحرير الوطني وذلك خلال ندوة نظمت بمقر اليومية بمناسبة إحياء الذكرى ال55 لتأسيسها. وبهذه المناسبة تطرق رضا مالك الذي أشرف على هذه الصحيفة إبان حرب التحرير الوطني إلى ظروف تأسيس الجريدة إبان الثورة المسلحة، كما ذكر أن المرحلة الأولى من مسار الصحيفة )جوان 1956 - جانفي 1957 ( كانت مرحلة السرية مضيفا أن مضمون الصحيفة كان يدافع عن فكرتين أساسيتين هما المطالبة باستقلال البلاد وإبراز أن حرب التحرير الوطني كانت مرفوقة بثورة ديمقراطية شاملة اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و نفسية. وفي هذا الصدد أوضح مالك أن الجزائر عكس بلدان عربية أخرى، عرفت ثورتها الديمقراطية خلال حرب التحرير الوطني. ومن بين الأحداث الكبرى التي واجهتها الصحيفة ذكر المحاضر بإصدار السلطات الاستعمارية لأربعة أعداد مزيفة للمجاهد وذلك -كما قال- من أجل استبدال مقالات صدرت في الأعداد الحقيقية للصحيفة بغية تغيير المضمون. من جانبه أشار بيار شولي الذي كان ضمن فريق تحرير الصحيفة أن العدد الأول كان أولى التجليات المكتوبة لأشهر عدة من النشاط في إطار الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، وتابع يقول إن قادة الثورة قد شعروا بالحاجة إلى إبراز أن ما يجري في الجزائر كان بالفعل حركة وطنية موحدة ضد الاستعمار الفرنسي ومنه جاءت فكرة تأسيس صحيفة. وأضاف شولي أنه أيا كانت لغة التعبير فرنسية أو عربية فإن المضمون والخط الافتتاحي لم يتغيرا. من جهته أعرب محمد الميلي أحد مسؤولي تحرير اليومية إبان حرب التحرير الوطني عن الالتزام والانضباط اللذين تحلت بهما فرق التحرير لمواصلة إصدار الجريدة بالرغم من ظروف العمل الصعبة آنذاك. وفي تدخله بهذه المناسبة، أوضح وزير الاتصال ناصر مهل أن الذكرى ال55 لتأسيس يومية المجاهد تعد مرحلة هامة في مشوار هذه الجريدة. وبهذه المناسبة أشاد مهل بالجيل الذي أطلق صحيفة المجاهد التي تعد جريدة هامة في تاريخ الوطن وبأولئك الذين صنعوا الصحافة الوطنية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال. وأضاف الوزير »خمسون سنة من عمر جريدة مشوار لا يستهان به«، مؤكدا أن الطموح اليوم يكمن في عودة يومية المجاهد لمهمتها المتمثلة في الخدمة العمومية. وأكد مهل أن أحد المهام الأساسية التي سنوكلها لهذه الجريدة في إطار الإصلاحات المعلن عنها وفي سياق مقتضيات المرحلة تتمثل في عودة الجريدة لمهمتها المتمثلة في الخدمة العمومية.