قال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إن فرنسا تهدف من وراء تنصيب »منظمة ذاكرة حرب الجزائر«، والتي ستقدم نتائج عملها في 19 مارس 2012 تزامنا مع الذكرى ال 50 لعيد النصر، لم يكن وليد الصدفة، حيث »إن محتل الأمس يسعى لاستقطاب الحركى من جديد، وذلك للتشويش على الاستحقاقات الوطنية«، داعيا في ذات الوقت منظمة المجاهدين إلى الإسراع في تأسيس مجلس أعلى لذاكرة الأمة، وذلك طبقا للمادة 64 من قانوني المجاهد والشهيد. بلخادم وفي كلمته التي ألقاها أمس، بمناسبة عقد الدورة الرابعة للمجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين بفندق الرياض بسيدي فرج، أبرز الدور الذي يجب أن يلعبه جيل الثورة وجيل الاستقلال في حفظ الذاكرة الوطنية من التشويه والتزييف الذي تريد فرنسا القيام به، مؤكدا أن جزائر اليوم رغم أنها دخلت مرحلة البناء والتنمية في مختلف المجالات، إلا أنها تبقى وفية لشهداء ومجاهدي ثورة نوفمبر، ملحا على ضرورة تناقل تاريخ الجزائر بكل صدق وأمانة بين جميع الأجيال. وفي ذات السياق قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني »إدراكا منا بأن الاحتلال الفرنسي للجزائر جريمة كبرى، ولا يمكن نسيان ما اقترفه الاستعمار من جرائم في حق أرضنا وشعبنا وديننا ولغتنا، فإنه حان الوقت لتشكيل النواة الأولى التي تسهم في الحفاظ على الذاكرة الوطنية والتعامل بإيجابية مع قانوني الشهيد والمجاهد من خلال إنشاء المجلس الأعلى لذاكرة الأمة، مهمتها الحفاظ على تاريخ الجزائر خلال تلك الحقبة«، وهي الدعوة التي اعتبرها المتحدث رسالة حزب جبهة التحرير الوطني للمجاهدين. كما أبرز بلخادم أهمية كتابة التاريخ باعتباره كما قال، الكفيل بتذكر بطولات وانتصارات الجزائريين على المستعمر الفرنسي من جهة، وكشف الجرائم البشعة التي ارتكبها المحتل والتي طالت الأخضر واليابس، من جهة أخرى، وهي الجرائم التي كان يراد منها طمس معالم الشخصية الوطنية واستهداف وحدة الشعب الجزائري، مضيفا »إن الذكرى ال 56 لثورة أول نوفمبر التي هي على الأبواب تجعلنا نتذكر التاريخ ونفتخر برجاله منذ بدء المقاومات الشعبية إلى غاية ثورة نوفمبر التي توجت باستقلال الجزائر بقيادة جيش وجبهة التحرير الوطني، الذي ما يزال يقض مضاجع من يريدون تشويه ذلك الماضي«. وأكد بلخادم في كلمته أن المجاهدين هم أكثر من يدرك ممارسات المستعمر الفرنسي البشعة في الجزائر والتي يجب أن تخرج للعلن، حيث خاطبهم بالقول »أمامكم رسالة تؤدونها للوطن وهي إبراز تاريخ ثورتنا الحقيقي الذي يكشف ممارسات العدو، حيث أنكم أكثر من يعرف الكثير من خفايا الثورة«، مضيفا أن الاستفادة من جيل الثورة في كتابة التاريخ، سيكون أحسن رد على المشككين في عدد الشهداء وفي تاريخ الجزائر، وصونها ممن يريدون تشويه ماضيها. من جانب آخر اعتبر الأمين العام للأفلان، أن تنصيب »منظمة ذاكرة حرب الجزائر ومعركة المغرب وتونس« والتي ستقدم نتائج عملها في 19 مارس 2012 المتزامن مع الذكرى ال 50 لعيد النصر، لم يكن وليد الصدفة، مؤكدا »أن محتل الأمس يسعى لاستقطاب الحركى من جديد، وذلك للتشويش على الاستحقاقات الوطنية، اعتقادا منه أن سينجح اليوم بعد أن فشل بالأمس«. وبذات المناسبة، اغتنم بلخادم الفرصة للرد على التصريحات السابقة لوزير الخارجية الفرنسي حين قال »إن العلاقات الجزائرية الفرنسية لا يمكن لها أن تتحسن إلا بذهاب جيل الثورة«، حيث أكد بلخادم أن »جيل اليوم نهل من وطنية جيل الأمس وهيهات أن يحيد عن مبادئ أول نوفمبر«، مشددا على ضرورة اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائر وشعبها.