كشف موقع »ويكيليكس« عن برقية أمريكية تم إرسالها من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بباريس أن الحكومة الفرنسية لا تسعى لإبرام معاهدة الصداقة مع الجزائر »بأي ثمن«، وفي موضوع آخر، يتعلق بتداعيات تصريحات وزير المجاهدين حول أصول حاكم قصر الإليزيه، أكدت برقية أمريكية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان ينتظر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إقالة الوزير. نشر موقع ويكيليكس، أول أمس، وثائق جديدة تتعلق بالبرقيات الأمريكية الأخيرة التي أرسلت من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بباريس وسلطت الضوء فيها على كواليس الدبلوماسية الجزائرية الفرنسية. »كان الأمريكيون على حق«. هذا تعليق من سفارة الولاياتالمتحدة في باريس يعود إلى العام 2006 حول مصير معاهدة الصداقة الجزائرية الفرنسية التي كان من المقرر توقيعها قبل نهاية 2005 في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، حيث أشارت البرقية الأمريكية إلى أن الحكومة الفرنسية لا تسعى لإبرام معاهدة الصداقة مع الجزائر »بأي ثمن«. كما كشفت برقية من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بباريس، عن تداعيات تصريحات وزير المجاهدين سنة 2007 والضجة التي أحدثتها آنذاك، حيث قالت »بينما كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يستعد للقيام بزيارة دولة إلى الجزائر في أواخر عام 2007، سبّب الوزير جدلا كبيرا بعد تصريحاته، وأضافت» هاتف الرئيس بوتفليقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأكد له أنه »سيستقبل كصديق«. وذكرت برقية من السفارة الأمريكية في باريس في شأن هذه التصريحات ما جاء على لسان بوريس بوايون، الذي يشغل الآن منصب سفير فرنسا في تونس، وكان آنذاك مستشارا في قصر الإليزيه مكلف بشؤون شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، ووصف هذا الأخير حسب البرقية الأمريكية حالة نيكولا ساركوزي »الغاضب بعد تصريحات الوزير الجزائري«، موضحة أن الرئيس الفرنسي كان قد »أعطى تعليمات ليتم استدعاء السفير الجزائري لكي يتم إصدار بيان رسمي من قبل الجزائر للتنديد بتلك التصريحات«. وأضافت البرقية حسب ما ذكره بوايون، »كان نيكولا ساركوزي يود أن يقيل الرئيس الجزائري وزيره، ولكنه لم يطلب ذلك خوفا من رد فعل جزائري انفعالي وأزمة جديدة بين البلدين نظرا للعقود المنتظر توقيعها«، لتقول إنه »بإمكان الجزائر أن تكون الخاسر أكثر من فرنسا إذا كان لهذه الزيارة أن تلغى لأسباب من هذا القبيل«، وعلى حد تعبير بوايون حسب ما نقلته البرقية دائما أن »عبد العزيز بوتفليقة ومحمد الشريف عباس يملكان نفس الذهنية وينتميان إلى الجيل نفسه«.