أصدرت منظمة الشرطة الدولية »الإنتربول«، أمس، مذكرة اعتقال »حمراء« بحق معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام، ومدير جهاز المخابرات السابق عبد الله السنوسي، بناءً على طلب من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتسمح المذكرة الحمراء، التي تم توزيعها على 188 دولة عضو في المنظمة الدولية، للدول التي قد يلجأ إليها القذافي باعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الدولية، ورغم أن المذكرة لا تعني إجبار الدول على تسليم أو اعتقال المشتبهين الذين تصدر هذه المذكرة بحقهم، فإنها تعادل قائمة أكثر المطلوبين للعدالة. وكان المدعي العام للمحكمة الدولية، لويس مورينو أوكامبو، قد طلب من منظمة الشرطة الدولية، أول أمس، إصدار مذكرة حمراء لاعتقال الزعيم الليبي المختفي عن الأنظار، وكذلك ابنه سيف الإسلام، ومدير جهاز استخباراته وصهره عبد االله السنوسي. وجاء طلب أوكامبو بحق الثلاثة، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتشمل القتل والاضطهاد، »يزعم أنها وقعت في أنحاء ليبيا« خلال الفترة من 15 فيفري وحتى 28 من الشهر ذاته، وفق بيان صدر عن الجنائية الدولية. ومن المنتظر أن يتوجه أوكامبو إلى بروكسل، لإطلاع سفراء الاتحاد الأوروبي على عمل المكتب في التحقيق حول ليبيا، وقال »هذه الجرائم لن يتم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي«. وفي جوان الماضي، أصدرت المحكمة الدولية مذكرة اعتقال بحق الثلاثة ذاتهم، وقال أوكامبو، إن المحكمة ما زالت تعمل لإيجاد رابط بين العقيد الليبي وجرائم اغتصاب في ليبيا، مشيراً إلى أن لديه أدلة على أن جرائم اغتصاب وقعت أثناء الحرب الأهلية في ليبيا، بيد أنه أوضح حينها أنه لا يملك ما يثبت بأنها تمت بأوامر من القذافي. وصرح أوكامبو بأن اعتقال »المشتبهين« الثلاثة يقع مبدئياً، على عاتق ليبيا ضمن مسؤولياتها كعضو في الأممالمتحدة، وليس قوات التحالف الدولي التي تشن حملة جوية لحماية المدنيين من الكتائب الموالية للقذافي.