اجتمعت لجنة مجلس الأمن التي تراجع طلبات الانضمام إلى الأممالمتحدة لأول مرة لدراسة طلب الفلسطينيين الاعترافَ الأممي بدولتهم، قبيل إرسال الطلب لمراجعته من الناحية الفنية, وتزامن ذلك مع جهود فلسطينية مكثفة لكسب مزيد من التأييد لذلك الطلب. وأعرب المندوب الفلسطيني رياض منصور عن أمله في أن يتعامل الخبراء مع الطلب الفلسطيني خلال فترة زمنية قصيرة, ويقول دبلوماسيون في الأممالمتحدة إن لجنة العضوية تحتاج فقط لغالبية بسيطة, أو لثمانية أصوات من أصل خمسة عشر صوتا للتصديق على الطلب وإعادته إلى المجلس. وتجرى الاجتماعات الأولية للجنة على مستوى دبلوماسي منخفض أو على مستوى الخبراء. وأشار بعض الدبلوماسيين إلى أن هذه القضية قد تظل في اللجنة أسابيع أو أشهر قبل إعادتها إلى مجلس الأمن للتصويت عليها، لكن الفلسطينيين يقولون إنهم يريدون انتهاء العملية برمتها في غضون أسابيع. وقال دبلوماسيون إن لجنة العضوية بخلاف مجلس الأمن ككل تصدر توصيات بالأغلبية البسيطة ولا تملك أي دولة حق النقض (فيتو) فيها, ويعني هذا أن الفلسطينيين بحاجة فقط لإقناع ثمانية من أعضاء مجلس الأمن. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الفلسطينيين يتمتعون بتأييد ستة أصوات مؤكدة فحسب, وهي أصوات البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ولبنان، ويقول مبعوثون إن البوسنة والغابون ونيجيريا هي الأصوات غير المحسومة في مجلس الأمن ويمكن أن تذهب لأي من الطرفين. ويلاحظ المراقبون بالأممالمتحدة أن الأعضاء الثلاثة بالمجلس أصبحوا بؤرة جهود مكثفة من جانب الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين للحصول على تأييدها, بينما أعلنت كولومبيا, وهي عضو غير دائم بمجلس الأمن, أنها ستمتنع عن التصويت. وفي إطار المساعي الفلسطينية, أعلنت رئاسة الجمهورية الكولومبية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور كولومبيا, يوم الحادي عشر من أكتوبر الحالي لمناقشة الطلب الفلسطيني. كما حل بالقاهرة أول أمس السبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في زيارة تستغرق عدة أيام, قال إنها تستهدف لإطلاع المصريين على مستجدات ملف طلب العضوية. وذكر عريقات لدى وصوله مطار القاهرة الدولي أنه سيلتقى خلال زيارته وزير الخارجية محمد كامل عمرو والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى. وردا على سؤال عن الخطوات الفلسطينية في حالة رفض طلب الانضمام للأمم المتحدة وإعلان الدولة، قال عريقات »نحن نسعى الآن بكل جهد ممكن لإقناع دول العالم بالتصويت لصالح دولة فلسطين والتصويت للسلام والتصويت للقانون الدولي والتصويت لحل الدولتين، وهو الرد الوحيد على العبثية الإسرائيلية المتمثلة في بناء المستوطنات والإملاءات«. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) نبيل شعث أن القيادة الفلسطينية مستمرة في جهودها لإقناع أعضاء مجلس الأمن بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين, وأنها ترفض العودة للمفاوضات في ظل استمرار إسرائيل في الاستيطان, مضيفا أن الأولوية الآن هي لإتمام المصالحة الداخلية الفلسطينية. وكان عباس قدم يوم الجمعة الماضي طلب الحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة رغم معارضة واشنطن وتل أبيب. وأعلن مرارا أنه سيعود للمفاوضات بعد هذه الخطوة للاتفاق مع إسرائيل على كافة قضايا الوضع النهائي وفق الشرعية الدولية والقرارات الأممية.