نعت الحركة الأسيرة ولجان الأسرى المحررين الأسيرين المحررين محمود الحروب أبو سامي، وعبد الفتاح قديمات أبو خالد، اللذين توفيا يوم الاثنين الماضي بعد قضاء عمر طويل وحافل في الكفاح الوطني والنضالي. وأشاد الأسرى بمناقب الشهيدين وبطولاتهما وتفانيهما في خدمة القضية والمشروع الوطني مجددين العهد على مواصلة طريقهما حتى النصر والتحرير. وبينما ما زالت الوفود من كافة من محافظات الوطن تتوافد على بيت العزاء في قرية خراس قضاء الخليل بتقديم التعازي بوفاة الأسيرين المحررين، أفاد تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الشهيدين كانا رفيقا درب في الحياة والممات، وانتميا إلى الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في الستينيات حيث التحقا في صفوف الفدائيين الفلسطينيين، وشاركا في العديد من عمليات المقاومة ضد المحتلين، وطوردا سنوات طويلة في جبال الخليل ولأكثر من ثلاث سنوات، ونسجت عنهما الحكايات الكثيرة خلال مطاردتهما في جبال الخليل.. وذكر التقرير أن الشهيدين اعتقلا يوم 10 فيفري 1973 بعد ملاحقة طويلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأمضيا 13 عاما خلف قضبان السجون، وأفرج عنهما في عملية تبادل الأسرى عام 1985. وأضاف التقرير أنهما واجها معا خلال التحقيق والسجن رحلة متصلة وقاسية في أقبية التحقيق وتحت وابل التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضا له على يد المحققين الإسرائيليين، ومسيرة مفعمة بالصمود والبطولات في صفوف الحركة الأسيرة وهي تناطح سياسة القتل والطمس والتدمير النفسي بحق الأسرى وخاصة في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات. من جانبه قال وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع: »أنهما شاركا في عملية بناء المؤسسة الاعتقالية وخوض معارك الجوع والأمعاء ضد مخططات الاستهداف للإنسان الأسير حيث كان القمع والحرمان من كافة الحقوق وإذلال الأسرى على مدار الساعة«. وأضاف »وتمرد الشهيدان مع سائر الأسرى على سياسة إجبار المعتقلين على العمل في مرافق الإنتاج الإسرائيلي، وتمردا على قوانين وإجراءات إدارة السجون التي مارست كل أشكال التدمير النفسي والإفراغ الوطني والثقافي بحق الأسرى، وكانا جزءا من معركة البناء وانطلاق دولة السجون التي حققت بفعل صمودها العديد من المكتسبات النضالية والوطنية وانتزعتها في معاركها الطويلة من بين أنياب إدارة سجون الاحتلال«. وتابع التقرير أن محافظة الخليل استقبلت الأسيرين بكل الحب والوفاء عندما تم الإفراج عنهما في صفقة تبادل عام 1985، قائدين تركا بصمة داخل السجن وخارجه، ربيا أجيالا في مدرسة الكفاح ومدرسة السجون، ولا زالت الحكايات والمواقف يرويها كل من عاش معهم وعرفهم، حكايات تجسد سيرة شعب قرر أن يحيا ويعيش بكرامة وسيادة على أرضه وفي وطنه حرا كريما. وتوفي الأسيران المحرران في اليوم نفسه، الاثنين الماضي، وعقب قراقع على ذلك بالقول: »صعدت روح الشهيدين في اليوم الذي دقّ فيه الأسرى جدران السجون، وأعلنوا الإضراب عن الطعام دفاعا عن حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، هي ملحمة متكاملة الأعضاء في المكان والزمان، ماضيا وحاضرا وهي أسطورة رمزين من رموز فلسطين عاشا كبيرين وسقطا كبيرين، تحملهم الجماهير في نعش واحد وعلى إيقاع نشيد واحد ونحو هدف واحد وهو الحرية«.