إيران متهمة بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتدمير السفارتين السعودية والإسرائيلية في واشنطن، ويقول الأمريكيون إنهم يتهمون إيران على أساس تحليل وليس بناء على أدلة موجودة بحوزتهم، والرواية التي قدمتها الجهات الرسمية الأمريكية تثير السخرية بالفعل، لأن السذاجة التي ظهر بها من كان مكلفا بتنفيذ العملية تجعل هذه المؤامرة المزعومة أبعد ما تكون عن خطة تضعها أجهزة مخابرات دولة مثل إيران. الغريب في الأمر أن السعودية بدأت تتحرك وفق الرواية الأمريكية، وهناك دول متحالفة مع أمريكا لا تريد أن تناقش الرواية أو التحقق منها بل انتقلت فورا إلى الحديث عن الخطوة التالية، ومرة أخرى تجري المؤامرات وفق أماني أمريكا، فبعد أن كانت إيران متهمة بضرب استقرار السعودية والبحرين جاءت هذه القصة الغريبة لتعضد مواقف الرياض، وتعزز موقفها في مواجهة الغاضبين داخل المملكة الذين يرون أنهم هم أيضا يستحقون الحرية والكرامة التي تدافع عنها وسائل الإعلام السعودية في سوريا وليبيا. آخر جهة يمكن تصديق اتهاماتها ضد أي دولة في العالم هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد شنت أمريكا حرب إبادة ضد العراق سنة 2003 وقتلت وشردت الملايين بدعوى نزع أسلحة الدمار الشامل، وتبين للعالم أجمع كذب الأمريكيين واصطناعهم للأدلة الزائفة التي قدموها، ولو لم تقترف أمريكا غير هذه الجريمة في تاريخها الإجرامي الطويل لكان هذا كافيا لضرب مصداقيتها إلى الأبد، فكيف يمكن تصديق هذه الرواية والأمريكيون أنفسهم يقولون إنهم لا يملكون أدلة ولكن لديهم تحليل. عجزت أمريكا منذ احتلال العراق قبل أزيد من ثمانية أعوام عن كشف خيوط مؤامرة إيرانية واحدة في العراق، فالمصلحة هناك تكاد تكون واحدة، والكل يتآمر على العراق وشعبه، ورغم هذا يريد حكام أمريكا أن يقنعونا بأن إيران تركت العراق والخليج وكل أنحاء الدنيا لتغامر بمخطط تفجير السفارة الإسرائيلية في واشنطن التي قد تكون البناية الأكثر حماية في العالم. ليست هناك حاجة إلى ذكاء خارق لرؤية العلاقة بين حديث المؤامرة هذا وما يجري في سوريا وما سيجري في لبنان، كل شيء معد سلفا ولكل دوره.