تزداد الأخطار البيئية المحدقة بمدينة بجاية جراء تفاقم ظاهرة التلوث بها بشكل يثير القلق نتيجة تمركز المنطقة الصناعية بقلبها والتي تطرح فضلاتها دون احترام أدنى الاحتياطات الوقائية اللازمة، خاصة وأن بعض المصانع تنبعث منها روائح كريهة زيادة على دخانها الكثيف الذي بات يهدد محيط المدينة• كما شوهت القمامات والنفايات المتناثرة بالقرب من التجمعات السكانية والمناطق العمرانية صورة إحدى أجمل المدن السياحية ومع ذلك لم تتحرك السلطات المحلية في اتخاذ التدابير العلاجية الضرورية لوضع حد لهذا النزيف الذي انعكس سلبا على الكائنات الحية والطبيعية معا• كشفت مصادر من ولاية بجاية أن ما يزيد عن 23 ألف طن من النفايات السامة والخطيرة يتم توليدها سنويا في مختلف الوحدات الصناعية العمومية، والخاصة والسلطات المكلفة بمراقبتها لم تتمكن من تخزين إلا أقل من 19 ألف طن والبقية خارج نطاق المراقبة• هذه النفايات السامة عبارة عن زيوت الاسكاريل والمبيدات، نفس المصدر فإن زيوت الأسكاريل تأتي في صدارة المواد السامة والخطيرة التي تهدد حياة السكان باعتبارها من النفايات المسببة في إصابات السرطان وحسب التقارير تحصلت "صوت الأحرار" على نسخة منها فإن الأسكاريل عبارة عن زيوت سامة تستعمل في المحولات الكهربائية وهي منتشرة عبر مناطق الولاية، حيث جاء في نفس التقرير أن مصالح مفتشية البيئة على علم بوجود 142 محول بالأسكاريل في حالة الاشتغال و104 محول مزود بنفس المادة متلفة ومخزنة في مخادع أنجزت خصيصا بالإسمنت المسلح لمنع تسرب الزيوت، وهي معتمدة من طرف مديرية الحماية المدنية، كما أشار نفس التقرير إلى وجود أربعة محولات جديدة من نفس النوع ومخزنة في مخادع خاصة• يحدث هذا رغم أن المرسوم التنفيذي الذي يحمل رقم 87/182 المؤرخ في 18 أوت 1987 يمنع استيراد المحولات التي تشتغل بزيوت الاسكاريل، وحسب ما استقيناه من مفتشية البيئة بالولاية، فإن المصانع المعنية شرعت في إعداد مخطط تسيير النفايات الخاصة والخطيرة بناء على تعليمة من وزارة البيئة تحمل رقم 289 المؤرخة في 21 مارس 2004 والمتعلقة بتسيير ومراقبة وإتلاف النفايات الخاصة والخطيرة• ولحد الآن تبقى الإجراءات والتدابير المتخذة لإبعاد شبح التلوث قليلة، فأنصار البيئة ببجاية دقوا ناقوس الخطر ويطالبون بمزيد من الدعم المادي لمحاربة الظاهرة وبرامج جدية تتكفل بحماية البيئة•