تسببت الأمطار الطوفانية، التي اجتاحت معظم الولاية الساحلية، خلال ال48 ساعة الأخيرة في فقدان شخص بالعاصمة، وتشريد عشرات العائلات بعد أن غمرت مياه الأمطار منازلها، كما تم تسجيل عدة انهيارات للمنازل وانجراف للأتربة، ما أدى إلى قطع عدة طرق عبر الوطن. كثّفت مصالح الحماية المدنية خلال ال48 ساعة الأخيرة من نشاطاتها تحسبا لأي طارئ ناجم عن الكميات الهائلة من الأمطار التي لم تتوقف عن الهطول منذ أمس الأول، وعلى الرغم من أن الحصيلة التي أوردتها المديرية العامة فيما يتعلق باليومين الأخيرين لم تكشف عن وقوع أي خسائر في الأرواح –لحسن الحظ-، غير أنها كشفت عن تسجيل عشرات التدخلات لإجلاء العائلات عبر مختلف الولايات المتضررة، كما أكدت أن وحداتها لا تزال تواصل عمليات البحث عن شخص مفقود ببلدية حسين داي بالعاصمة. وحسب الأرقام التي أوردتها المديرية العامة للحماية المدنية في وثيقة بعثت بها إلى »صوت الأحرار«، أمس، فإن العاصمة كانت من أكثر الولايات تضررا من الاضطراب الجوي، فبالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه على مستوى عديد الطرق الرئيسية ما تسبب في شل كامل لحركة المرور، سجلت الوحدات 54 تدخلا لضخ مياه الأمطار عبر 18 بلدية بالعاصمة، ويتعلق الأمر بكل من بلديات الشراقة، الجزائر الوسطى، حيدرة، عين البنيان بوزريعة، وادي قريش وباب الوادي، إلى جانب بولوغين، القصبة، سيدي امحمد، بلوزداد، بئر مراد رايس، جسر قسنطينة، حسين داي واد السمار، الحراش برج البحري وعين طاية. ولعل أكثر هذه الأحياء تضررا حسب الأرقام التي وصلتنا كان باب الوادي، أين سجلت المصالح انهيارا جزئيا لسقف أحد المنازل بحي عسكري أحسن دون تسجيل أي ضحية، فضلا عن انهيار جزئي لشرفة بناية بحي عبد الرحمن تومياط، كما أشارت إلى أن خطر الانهيار لا يزال يهدد عدة بنايات بهذه البلدية تأتي في مقدمتها بنايتان قديمتان بكل من شارع لوني أرزقي وسعيد حرمل. من جهة أخرى، أدى ارتفاع منسوب مياه الأمطار عبر عديد الطرق الرئيسية بالعاصمة، إلى تدخل وحدات الحماية المدنية التي أنقذت سبعة أشخاص كان 3 منهم عالقين على متن شاحنة بحسين داي، فيما سجلت ذات الوحدات انهيار بناية قديمة بحي جيلالي منور بنفس البلدية دون تسجيل أي ضحايا. وفي سياق متصل، قالت المديرية العامة للحماية المدنية إن فيضان وادي أوشايح بباش جراح، قد تسبب خلال نفس الفترة في تسرب مياه الأمطار بعديد المنازل القصديرية، كما تسربت المياه إلى المنازل المحاذية لسوق بومعطي بالحراش، وتم تسجيل انجراف للتربة بالقرب من أربعة منازل بدرارية. وفيما يتعلق بالحصيلة التي رصدتها الوحدات على مستوى باقي الولايات التي مسّها هذا الاضطراب الجوي، والتي تعلقت اغلبها بولايات غيليزان، مستغانم، بومرداس، عين الدفلى وجيجل تيزي وزو، فقد كشفت أرقام الحماية المدنية عن إنقاذ شخصين كانا عالقين بمقر الشركة الجزائرية للمياه بمستغانم، إلى جانب تخليص 3 سيارات نفعية علقت بالأوحال بحي 348 مسكن، فيما قامت المصالح بتيزي وزو بضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى مدرسة عمار الشيخ بعين حمام، كما قامت ذات الوحدات بولاية غيليزان بضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى عدة أحياء سكنية وبنايات عمومية على غرار مقر ثكنة الدرك الوطني وبنك البدر وكذا فندق مينا ومحطة الحافلات. وفي نفس السياق، تدخلت وحدات الحماية المدنية بولاية بومرداس، لضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى أربعة سكنات في كل من بومرداس ويسر، إلى جانب أربعة محلات تجارية بخميس الخشنة، وست سكنات بعين الدفلى وأخرى بخميس مليانة في حين قامت الوحدات بضخ المياه من منزلين ببلدية جندل بولاية عين الدفلى، لتقوم خلال نفس الفترة بضخ المياه بكل من مقر الجمارك الجزائرية، ومقر »ألجيري تيليكوم« والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بولاية جيجل.