تشهد المنطقة بين باب التبانة وجبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان إطلاق نار متقطعا، في حين ذكر مصدر أمني أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 22 بينهم جندي بالجيش الذي أعلن عزمه إرسال تعزيزات للمنطقة. وقد أشارت مصادر بطرابلس أن المدينة لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة بين حي باب التبانة -ذي الأغلبية السنية- وحي جبل محسن الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية، رغم الإعلان عن اتفاق لوقف النار. وفي تصريح له أمس قال مفتى طرابلس والشمال مالك الشعار إنه تم التوصل لاتفاق لوقف النار بعد اجتماع عقد مع القوى الفاعلة في باب التبانة، وعبر اتصال رئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد في جبل محسن. واتهم الشعار "أيادي خارجية" بافتعال الاشتباكات بين الطرفين، لافتا إلى أن القوى الأمنية تعرف من هي الجهة الخارجية "بعد اعتقالها أشخاصا من خارج مدينة طرابلس متورطين في افتعال الأحداث". وشدد على أن الاتصالات التي جرت حتى الآن أعطت نتائجها وأنه تلقى من رئيس النواب نبيه بري اتصالا بارك فيه اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه، معتبرا أن تدخل الجيش بات مطلوبا لوقف الاشتباكات بشكل نهائي. بيد أنه لم يتم الالتزام بوقف النار حيث ظلت تسمع أصوات أسلحة القناصة، كما طلب من السكان عبر مكبرات الصوت عدم التوجه إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة والاستعاضة عنها بالصلاة بالمنازل، فيما بقيت المحلات التجارية مقفلة وحركة السير خفيفة. وقد أكد مصدر بالجيش أن الأخير سيقوم بإرسال تعزيزات إلى المنطقة مشيرا إلى أن الجنود "لم يتدخلوا بسبب الكثافة السكانية في الأحياء التي تجري فيها الاشتباكات" لا سيما أن المسلحين من الطرفين "يطلقون النار من داخل المباني الأمر الذي "يمنع الجيش من الرد خشية إصابة مدنيين". ونقل عن مصدر أمني لم تحدد اسمه أن الاشتباكات التي شهدتها طرابلس أمس أسفرت حتى الآن عن مصرع ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وإصابة 22 آخرين بعضهم برصاص القناصة، في حين قال مصدر عسكري إن جنديا أصيب بجروح بالغة في هذه الاشتباكات. وبدأت الاشتباكات الأخيرة في وقت متأخر من ليلة الخميس، وتواصلت أمس بعد أن استخدم الطرفان خلالها قذائف صاروخية مضادة للدروع أصابت إحداها شقة سكنية قرب سوق الخضر مما تسبب في اندلاع حريق. وكانت ثلاث قنابل انفجرت في الحيين في حلقة جديدة من مسلسل انفجار العبوات الناسفة رغم انتشار الجيش بالمنطقة التي شهدت في جوان الماضي اشتباكات عنيفة أسفرت عن مصرع 14 شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين. الوكالات/ واف