عايش سكان مدينة طرابلس بشمال لبنان منذ ليلة الخميس إلى الجمعة مواجهات دامية أدت إلى مصرع ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة وإصابة 22 آخرين بجروح متفاوتة.واندلعت هذه المواجهات التي استمرت إلى غاية منتصف نهار أمس بين مسلحين من جبل محسن ذي الأغلبية العلوية التابعة للطائفة الشيعية وآخرين من منطقة باب التبانة ذات الطائفة السنية، واستعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من نوع "آر بي جي". وقال مصدر أمني رفض الكشف عن هويته أن معظم الجرحى أصيبوا أثناء تبادل إطلاق النار بين المسلحين من الجانبين في حين تسببت قذيفة صاروخية سقطت على منزل في اندلاع حريق، وأصابت قذيفة أخرى مسجدا في منطقة باب التبانة. وبالرغم من ضراوة الاشتباكات واستمرار الانفجارات، أكّد شهود عيان أن عناصر الجيش التي تنتشر بقوة في هذه المنطقة منذ منتصف شهر جويلية الماضي على خلفية استمرار الانزلاقات الأمنية من وقت إلى آخر لم تتدخل لاحتواء الوضع المتوتر. غير أن مصدرا عسكريا أكّد على عزم قيادة الجيش ارسال تعزيزات اضافية إلى المنطقة لمنع توسع رقعة هذه المواجهات. واشار الى أن عناصر الجيش لم يتدخلوا بسبب الكثافة السكانية في الاحياء التي تجري فيها الاشتباكات. واضاف أن المسلحين يستعملون المباني لإطلاق النار ولا يمكن للجيش أن يرد خوفا من اصابة مدنيين. وليست هي المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة طرابلس اندلاع اشتباكات دامية بين جبل محسن وباب التبانة، حيث لقي 14 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 100 آخرين في اشتباكات بين المنطقتين منذ شهر جوان الماضي. وفور ذيوع خبر اندلاع الاشتباكات عقدت مرجعيات سياسية ودينية في مدينة طرابلس اجتماعا طارئا لبحث سبل إنهاء حالة التوتر وضمان عدم تكرار مشهد أمس مجددا. وأعلن مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار على إثر هذا الاجتماع التوصل إلى وقف لإطلاق النار يبدأ العمل به اعتبارا من منتصف نهار أمس. وطلب من القادة السياسيين في المنطقتين دعوة أنصارهما إلى وقف إطلاق النار، غير انه لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار حيث استمرت الاشتباكات بين الجانبين مما دفع بالسلطات المحلية إلى مطالبة سكان المنطقتين عبر مكبرات الصوت بعدم التوجه إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة والبقاء في منازلهم لتفادي حدوث انزلاقات جديدة.