تجوب قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، وعلى رأسها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، ربوع الجزائر جنوبا وشمالا، شرقا وغربا، لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات أولا، وعلى انتخاب المناضلين الذين رشحهم الحزب للتشريعيات الحالية ثانيا. المتابعون للحملة الانتخابية التي تقوم بها القيادة، وتلك التي ينشطها إطارات الحزب والمرشحون على المستوى المحلي، سجلوا بلا شك، التناغم الكبير، القائم بين خطاب الأمين العام والإطارات الحزبية، بما فيها تلك الغاضبة، سواء في ما يتعلق بأهمية وحيوية المشاركة الواسعة للجماهير في العملية الانتخابية أو في الحث على اختيار مرشحي الحزب، الذين سيكونون سفراءه ومبعوثيه للهيئة التشريعية القادمة. إن التناغم الملموس والمنسجم في خطاب مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني باتجاه الناخبين يؤكد فيما يؤكد، أن مناضلي الحزب وإطاراته، عندما يجد الجد، وعندما تدق ساعة الحقيقة، هم بالفعل كيان واحد، ويد واحدة، وعلى قلب رجل واحد. ولعل أبرز ما لمسه ويلمسه الإعلاميون والمواطنون لرسالة وخطاب حزب جبهة التحرير الوطني، في هذه الانتخابات المهمة بكل المقاييس، هو تلك النظرة الشمولية لمصلحة الجزائر، الشعب والدولة، في إنجاح هذا العرس الانتخابي الديمقراطي، من خلال إبراز حقيقة وواقع التعددية الحزبية، وصراع الرأي والرأي الآخر على استقطاب أصوات الناخبين، عن طريق الإقناع والبرامج المختلفة. وبذات الوقت يلمس المتابعون لحملة حزب جبهة التحرير الوطني الانتخابية، ذلك الهدوء والطمأنينة، دون الانجرار وراء خطاب القذف والتجريح، كما نشهد لدى بعض المنافسين، من الذين يدركون ابتداء، أن حظوظهم ضعيفة في انتخابات حرة ونزيهة. وإذا كان خطاب حزب جبهة التحرير الوطني هادئا ومطمئنا، فما ذلك إلا لقناعة ثابتة لدى المناضلين والإطارات والقيادة، بأن الحزب الذي نشأ في أحضان الشعب، لا يخشى ولن يخشى أبدا من الاحتكام إلى الشعب، طالما بقي وفيا لقيمه ومبادئه. ردة الفعل والهبّة المسجلة لدى كل إطارات الحزب، بمختلف مشاربهم ومواقفهم من قوائم المرشحين، لا يوازيها في هذه الأيام، سوى ذلك الإقبال المتزايد على مهرجانات الحزب الانتخابية في مختلف الولايات، وتجند المناضلين القاعديين الذين ما فتئوا يثبتون في كل مرة، أن خيارهم وولاءهم لحزب جبهة التحرير الوطني، لا رجعة فيه، وهو غير قابل للتحول، حتى ولو دب الخلاف في مستويات أخرى. إن الحزب، أي حزب كان، وحزب جبهة التحرير الوطني بوجه خاص، إنما يوزن ويقاس بقاعدته الراسخة والثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير، مهما تكاثفت الأنواء وازدادت التحديات. ولذلك فإن القاعدة النضالية والحاضنة الانتخابية لحزب جبهة التحرير الوطني ليست فقط سالمة ومطمئنة، ولكنها أبدا في اتساع وتكاثر، وينتظر في مثل السياقات الجيوسياسية الحالية، أن تعرف انفجارا غير معهود، لأن حزب جبهة التحرير الوطني هو المرادف السياسي قي قاموس الجزائريات والجزائريين، للاستقرار والأمن والإصلاح النير الهادئ أيضا.