احتلت أزمة البطاطا التي تشهدها البلاد منذ أسابيع الصدارة في خطابات رؤساء الأحزاب والمترشحين، فبين مستغل للوضع الاجتماعي لكسب عطف الناخبين وبين المقترح للبدائل الاقتصادية الشعبوية تراوحت تلك الخطابات في سادس يوم من الحملة الانتخابية، في حين شكل محو الوحدة والأمن الوطنيين مصدر قلق الأحزاب الوطنية، لكن أحزاب أخرى اختارت ورقة الشباب قصد التقرب من المواطنين وكسب ودهم. ركز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم المواطنين ممن يحاولون خلق الفتن تحت غطاء العرقية أو المذهبية. وقال خلال تنشيطه لتجمع أن هناك أناس حاولوا في التسعينيات تركيع البلاد ولم يستطيعوا والآن يريدون إثارة البلاد بل والفتن تحت غطاء العرقية أو المذهبية. أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى فقد أكد من قالمة أن الاستثمار العمومي سيكون أحد الحلول الناجعة للقضاء على مشكل البطالة في الجزائر مستقبلا، مشيرا إلى برنامج حزبه يهدف إلى دعم المستثمرين الخواص والفلاحين وكل القطاعات الإنتاجية الأخرى بما يسمح باستحداث مزيد من مناصب الشغل وتقليص فاتورة الاستيراد من الخارج . كما طمأن أويحيى الشباب المدمج في إطار عقود ما قبل التشغيل بأن الأولوية ستمنح لهم خلال فتح مناصب عمل جديدة في المؤسسات والإدارات. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي فيرى أن الاستحقاق القادم سيرسخ سيادة الشعب بعد 50 سنة من الوصاية وسيضمن مستقبل جديد للجزائر التي سيشهد اقتصادها ازدهارا يحقق الرفاهية لشعبها مجددا دعوته للاستثمار في الموارد البشرية. ووعد تواتي بتسليم الأراضي الفلاحية لفائدة الفلاحين الحقيقيين وتمكين الفئات المحرومة من الاستفادة بدعم الدولة بجميع أشكاله من أجل تقليص الفروق التي تسمم الأجواء تندرج ضمن الالتزامات الأخرى لحزبه. ومن جهته صرح رئيس جبهة الحكم الراشد عيسى بلهادي أن حزبه سيجعل من قطاعي الفلاحة و السياحة حجر الزاوية لسياسته الاقتصادية مقترحا استغلال الفراغ الذي تعيشه بعدد من البلدان العربية في مجال السياحة لترقية وجهة الجزائر. وفي جيجل اعتبر رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين أن التصويت في ال10 من ماي المقبل سيكون بمثابة بداية نحو التغيير والقطيعة. كما ذكر رباعين أن عهد 54 قادر على تحقيق في 5 سنوات ما لم تحققه السلطة في 50 سنة مشيرا إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن حيث ذكر على سبيل المثال بغلاء أسعار المنتجات الضرورية. ومن قالمة رافع رئيس التجمع الوطني الجمهوري عبد القادر مرباح من أجل تكريس حرية التعبير باعتبارها عاملا لترسيخ الديمقراطية و المواطنة في البلاد. كما أكد الأمين العام لحزب الحرية والعدالة محمد السعيد بالأغواط على ضرورة إرساء تقليد المساءلة والمحاسبة حماية لأمانة الشعب مشيرا إلى اعتماد حزبه معايير الأخلاق والكفاءة والالتزام والتضحيات أثناء اختيار المترشحين فضلا عن أداء هؤلاء للقسم.. ووصف الأمين العام خلال تجمع شعبي تشكيلته في خانة الأحزاب المعارضة والتي قبلت التحدي رغم المدة الوجيزة الفاصلة بين حصولها على الاعتماد بفضل الإرادة التي يتحلى بها إطاراتها من رجال ونساء ونضالها من أجل بلوغ التغيير. ووعدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بتوسيع وتعزيز القطاع العمومي وتدعيمه في حالة فوز تشكيلتها السياسية في الانتخابات التشريعية ل10 ماي المقبل. وانتقدت حنون خلال تجمع الخوصصة التي طالت كما قالت جميع القطاعات وأرهقت كاهل الدولة وانجر عنها ظهور بارونات واتساع الفروق والهوة بين الطبقات الاجتماعية. وبدوره أعلن الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي بعد بسكيكدة بأن تشكيلته السياسية تسعى بالدرجة الأولى إلى ترسيخ تقاليد الخطاب والحوار. وبخصوص الوضعية الاقتصادية التي تعيشها البلاد انتقد ساحلي الاعتماد الكلي على عائدات المحروقات رافض ذلك بعد 50 سنة من الاستقلال مؤكدا أنه في حالة ما إذا تم اختيار تشكيلته السياسية سيعمل على إقامة اقتصاد بديل منتج للثروة عن طريق تشجيع الاستثمار الخاص. وبعين تموشنت أكد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة اليوم أن التغيير أصبح ضرورة ويتعين احترام اختيار الشعب، مبرزا أنه إذا احترمت هذه الإرادة للتغيير فإن الجزائر ستشهد ميلاد جمهوريتها الثانية، مقترحا إنشاء صندوق يوجه له جزء من عائدات البترول عندما يتجاوز سعر البرميل 77 دولارا وأن تجمد 50 بالمائة من مبلغ الصندوق إلى غاية عام 2030 وهذا لفائدة الأجيال القادمة فيما تخصص النسبة المتبقية لتمويل عمليات موجهة للشباب الباحثين عن عمل ومسكن وغيرها.