أعلنت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد أنها قد غادرت مدينة تمبكتو بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي يسطر عليها حاليا، وقال التنظيم الرافض لفكرة الانفصال والمعارض للتيارات الإسلامية في المنطقة، بأنه فضل الانسحاب لتفادي حصول مجازر في المدينة، فيما سيرت حركة أنصار الدين الترقية الإسلامية »شرطة إسلامية« في تمبكتو، وشرعت في تطبيق التشريعية الإسلامية. قالت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد المؤلفة من عرب من منطقة تمبكتو والتي سيطرت الجمعة على جزء من هذه المدينة التاريخية التي تفصل شمال مالي عن جنوبه، أنها غادرت المنطقة بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وصرح عمر ولد شريف أحد مسؤولي الجبهة لوكالة الأنباء الفرنسية »أبو زيد، زعيم القاعدة في المغرب الإسلامي شخصيا، طلب منا مغادرة مواقعنا في تمبكتو، لتفادي وقوع مجزرة سيكون المدنيون أول ضحاياها«. وأوضح مصدر أمني مالي أن »مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير أزواد غادروا المدينة مساء الجمعة، القاعدة في المغرب الإسلامي هي التي طلبت مغادرتهم«. ويأتي انسحاب الجبهة الوطنية لتحرير أزواد رغم أن عضو بارز في الحركة يسمى أحمد ولد محمود كان قد أعلن أن مقاتلي الجبهة دخلوا »تمبكتو على متن أكثر من مئة سيارة، ولقد جئنا لنحمي وندافع عن منطقتنا التي تمتد من تمبكتو إلى تاودنيت..شمال تمبكتو«، وأضاف »هذا هو هدفنا«، مع العلم أن الجبهة الوطنية لتحرير أزواد تأسست خلال الشهر الجاري وتؤكد أنها لا انفصالية ولا إسلامية خلافا للمجموعتين الأخريين اللتين تسيطران على تمبكتو الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأنصار الدين بقياد أياد آغ غالي. ويبدو أن المنطقة لم تتخلص بعد من مخاطر المواجهة بين مختلف القوى التي تدعي كل واحدة منها السيطرة على مناطق في شمال مالي، وقال محمد ولد فاني أحد مسؤولي الجبهة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية أن »العرب قرروا الدفاع عن منطقتهم«، وأضاف »طلبنا من الذين يطالبون باستقلال شمال مالي مغادرة منطقتنا، لكن نحن ندعو إلى السلام ونحن في مالي ولا نؤيد إقامة جمهورية منفصلة«. وموازاة مع هذا الوضع قال مصدر مطلع في المدينة أن »أنصار الدين أنشأت شرطة إسلامية في تمبكتو لتطبيق الشريعة على اللصوص«، وأضاف أن »آلية كتب عليها الشرطة الإسلامية باللغة العربية تجوب في المدينة وفي مقر الشرطة الإسلامية كتبت عبارة الشرطة الإسلامية«.