قال المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية فان فالسوم إن الشرعية الدولية في جانب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"، لكنه مع ذلك اعترف بان "الواقع على الأرض مع المغرب"، وهو ما يؤكد سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المبعوث الأممي بشأن هذه القضية. قال فان فالسوم في لقاء مع صحيفة "إلباييس" الإسبانية إن "الشرعية مع بوليساريو لكن مجلس الأمن ليس مستعدا ليمارس سلطاته وفق البند السابع من الميثاق الأممي" الذي يسمح باستخدام القوة في حال انهيار السلام أو أعمال معادية. وكان فالسوم وصف في تقرير إلى الأمين العام الأممي بان كي مون في شهر أفريل الماضي خيار الاستقلال بغير الواقعي، ما جعل مسؤولين صحراويين يتهمونه بالانحياز للمغرب الذي اقترح حكما ذاتيا موسعا, واعتبر خيار استفتاء تقرير المصير الذي طرحه مبعوث سابق أمرا تجاوزه الزمن. وقال فالسوم "لدينا من جهة محكمة العدل الدولية التي ذكرت في 1975 أن نزاع الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار يجب حلها عبر استفتاء، ومن جهة أخرى مجلس الأمن الذي يملك قدرة تنظيم هذا الاستفتاء لكنه لا يفعل ذلك لأنه يرفض فرض حل". واعتبر أن على مجلس الأمن احترام الشرعية، لكن أيضا أن يأخذ بالحسبان الواقع السياسي على الأرض، وهو واقع ذكّر بأنه بين يدي المغرب، وقال إن "30 عاما من الحجج القانونية الدامغة قدمتها بوليساريو لم تثمر أي نتيجة"، من هنا ضرورة البحث عن حل توافقي يستلهم من أرض الواقع لأن "استقلال الصحراء الغربية أمر لا يمكن تحقيقه". وتابع فالسوم بقوله إن "مما يدفعنا لنرضى أخلاقيا عن أنفسنا إظهار دعم غير مشروط لمن يملكون الحق, لكن يجب أن يأخذ بالحسبان خطر خلق آمال كاذبة, وإدامة المعاناة"، في إشارة إلى مشكلة اللاجئين. أما احتمال استئناف البوليساريو القتال –الذي بدأته في 1975 قبل أن تقبل وقفا لإطلاق النار في 1991- فخيار لا يرى أنه سيدفع مجلس الأمن إلى فرض حل، وهو لا يعتقد أن "العنف سينتج عنه صحراء مستقلة". واستأنفت كل من جبهة البوليساريو والمغرب مفاوضات مباشرة قرب نيويورك لم تثمر أي نتيجة، ويتوقع عقد جولة خامسة منها هذا الخريف، فقد تمسكت بوليساريو بخيار استفتاء على تقرير المصير تدعمها الجزائر، وتمسك المغرب بخيار حكم ذاتي موسع لا غير تدعمه الولاياتالمتحدة وفرنسا. وقال فالسوم إنه لن يستقيل بسبب الاتهامات الصحراوية، وذكر بأن ما قاله في أفريل الماضي عن الاستقلال في مجلس الأمن "ليس مختلفا عن الخلاصة التي خرجت بها من مشاوراتي الأولى في جانفي 2006، وهي أن استقلال الصحراء ليس هدفا يمكن تحقيقه"، مع ذلك واصل المسؤولون الصحراويون حينها -يضيف المبعوث الأممي- نقاشاتهم معه بطريقة ودية, رغم خلافهم مع خلاصته. وكان المبعوث السابق جيمس بيكر قدم خطة تتمتع بموجبها المستعمرة الإسبانية السابقة بحكم ذاتي لبضع سنوات, ينتهي باستفتاء تقرير مصير, وهو استفتاء قال فالسوم إن المغرب رفضه لأنه "كان يشعر أن هذا الاقتراع ستنبثق عنه أغلبية تؤيد الاستقلال", حسب ملخص تدخل له في مجلس الشيوخ الفرنسي حيث طلبت منه لجنة تقديم تفسيره للرفض المغربي.