اعترف المبعوث الأممي للصحراء الغربية فان فالسوم أن الشرعية الدولية تقف إلى جانب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في مقابل هذا قال إن الواقع على الأرض يسيطر عليه المغرب، في إشارة إلى سياسة الأمر الواقع التي فرضها الاحتلال المغربي، وكشف المتحدث أنه لن يستقيل من منصبه حاليا. وذكر بأن ما قاله في أفريل الماضي عن الاستقلال في مجلس الأمن '' ليس مختلفا عن الخلاصة التي خرجت بها من مشاوراتي الأولى في جانفي ,2006 وهي أن استقلال الصحراء ليس هدفا يمكن تحقيقه '' ، مع ذلك واصل المسؤولون الصحراويون حينها -يضيف المبعوث الأممي- نقاشاتهم معه بطريقة ودية رغم خلافهم مع خلاصته. وقال فالسوم في لقاء مع صحيفة '' إلباييس '' الإسبانية الخميس الفارط ونقلته العديد من المواقع والصحف الدولية إن '' الشرعية مع الصحراويين لكن مجلس الأمن ليس مستعدا ليمارس سلطاته وفق البند السابع من الميثاق الأممي '' الذي يسمح باستخدام القوة في حال انهيار السلام أو أعمال معادية '' . وكان فالسوم في تقرير إلى الأمين العام الأممي بان كي مون في شهر أفريل الماضي قد عبر عن انحيازه المباشر إلى جانب الأطروحات المغربية، ما جعل قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تتهمه بالانحياز للأطروحات المغربية والتي تقترح حكما ذاتيا موسعا، متذرعا '' بأن خيار استفتاء تقرير المصير الذي طرحه مبعوث سابق أمر قد تجاوزه الزمن '' ، وهو ما اعتبرته الكثير من الدول تملص المسوؤلين عن تنفيذ القرارات الدولية واللوائح الأممية لمغريات المغاربة. وأوضح المتحدث أن '' لدينا من جهة محكمة العدل الدولية التي ذكرت في 1975 أن نزاع الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار يجب حلها عبر استفتاء، ومن جهة أخرى مجلس الأمن الذي يملك قدرة تنظيم هذا الاستفتاء لكنه لا يفعل ذلك لأنه يرفض فرض حل '' . واعتبر أن على مجلس الأمن احترام الشرعية، لكن أيضا أن يأخذ بالحسبان الواقع السياسي على الأرض، وهو واقع ذكّر بأنه بين يدي المغرب، وقال إن '' 30 عاما من الحجج القانونية الدامغة قدمتها بوليزاريو لم تثمر أي نتيجة '' ، من هنا ضرورة البحث عن حل توافقي يستلهم من أرض الواقع لأن '' استقلال الصحراء الغربية أمر لا يمكن تحقيقه '' . وقال '' مما يدفعنا لنرضى أخلاقيا عن أنفسنا إظهار دعم غير مشروط لمن يملكون الحق، لكن يجب أن يأخذ بالحسبان خطر خلق آمال كاذبة، وإدامة المعاناة '' ، في إشارة إلى مشكلة اللاجئين. وعن احتمال استئناف البوليزاريو القتال الذي بدأته في 1975 قبل أن تقبل وقف إطلاق النار في 1991- فخيار لا يرى أنه سيدفع مجلس الأمن إلى فرض حل، وهو ما يؤكد الطبخة والاتفاق السري الذي سعت له منذ سنين الدول النافذة والتي تمتلك حق الفيتو لغض الطرف على ما يحدث هناك في حالة اندلاع القتال مجدد '' . وكان المبعوث السابق جيمس بيكر قدم خطة تتمتع بموجبها المستعمرة الإسبانية السابقة بحكم ذاتي لبضع سنوات، ينتهي باستفتاء تقرير المصير، وهو استفتاء قال فالسوم إن المغرب رفضه لأنه '' كان يشعر أن هذا الاقتراع ستنبثق عنه أغلبية تؤيد الاستقلال '' ، حيث طلبت منه الجنة تقديم تفسيره للرفض المغربي.