سقط نحو ستين قتيلا وجريحا في انفجار استهدف صباح أمس حافلة للركاب تقل عسكريين في مدينة طرابلس شمال لبنان، ووقع الانفجار في اليوم المقرر لزيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لسوريا، وهي أول زيارة لرئيس لبناني لهذه البلد المجاور للبنان منذ أن سحبت دمشق جيشها منه عام 2005. الانفجار الذي خلف 12 قتيلا قتيلا بينهم ثمانية جنود يتحدر معظمهم من منطقة عكار شمال البلاد أسفر أيضا عن جرح 46 آخرون وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، غير أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر أمنية لبنانية أن عدد القتلى بلغ 18 وأشارت مصادر أخرى إلى أن بين القتلى تسعة جنود وصبيا يعمل ماسح أحذية. وضرب الجيش اللبناني طوقا حول مكان الانفجار الذي وقع وقت الذروة الصباحية في موقف للحافلات يضم سبعة مصارف مستهدفا حافلة وموقعا أضرارا بأخرى حسب مراسل الجزيرة نت في المدينة، وأدى الانفجار القوي إلى تطاير أشلاء القتلى إلى سطوح المباني المجاورة فيما هرع رجال الإسعاف إلى موقعه لإجلاء الجرحى. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر عسكري قوله إن التفجير كان موجها للجيش مباشرة وأن المتورطين فيه وضعوا في حساباتهم التوتر السياسي القائم بالبلاد، وكان جندي لبناني قد قتل في ماي الماضي في منطقة العبدة شمال طرابلس وأعلنت جماعة فتح الإسلام -التي خاضت العام الماضي مواجهة مع الجيش في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين أدت إلى مقتل نحو 400 شخص بينهم 170 عسكريا- مسؤوليتها عن الحادث، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن انفجار الأمس الذي قدر مسؤولون أمنيون حجم العبوة المستخدمة فيه بنحو عشرين كيلوغراما من المواد المتفجرة. ومن جهته سارع الرئيس ميشال سليمان إلى إدانة الهجوم ووصفه بالعمل الإرهابي، وأكد بحسب بيان الرئاسة، "أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية لن خضعوا لمحاولات إرهابهم بالاعتداءات والجرائم التي تطال المجتمع المدني، كما وصف وزير الإعلام طارق متري الانفجار "بالتفجير الإرهابي الكبير" رافضا تحديد الجهة المسؤولة عنه، وبدوره قال النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش إن طرابلس لن تخضع لمثل هذه الأعمال الإرهابية. الوكالات/ واف