تضاربت المصادر اللبنانية في تقدير عدد ضحايا انفجار مدينة طرابلس بشمال لبنان والذي أودى بحياة عديد من الأشخاص معظمهم من العسكريين. وذكر بيان للجيش اللبناني أن عدد الضحايا بلغ 11 قتيلا و30 جريحا فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن عدد القتلى بلغ 15 شخصا والجرحى 51 . * في حين أشار الصليب الأحمر اللبناني إلى أن فرق الإسعاف التابعة له أحصت 60 إصابة بين قتيل وجريح. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عدد القتلى بلغ 18 بينهم تسعة جنود، غير أن وكالة رويترز أشارت نقلا عن مصدر أمني لبناني إلى أن عدد قتلى الانفجار وصل إلى 16 قتيلا بينهم سبعة عسكريين. * * وقع الانفجار في نفس اليوم الذي يزور فيه الرئيس الجديد ميشال سليمان العاصمة السورية في إطار تحسين العلاقات بين البلدين بعد توتر متواصل منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في فيفري 2005. وجاء الانفجار أيضا غداة جلسة لمجلس النواب اللبناني الثلاثاء منحت الثقة لحكومة وحدة وطنية جديدة تشكلت في إطار اتفاق الدوحة، الهادف إلى إنهاء أزمة سياسية عصفت بالبلد العربي لمدة 19 شهرا. وقد أدان الرئيس العماد ميشال سليمان بشدة هذا التفجير الذي وصفه بالعمل الإرهابي، مؤكدا إن الجيش والقوى الأمنية لن يخضعان لمثل هذه الأعمال. وشدد الرئيس في بيان على وجوب تكثيف التحقيقات والإسراع فيها لكشف الجناة والمجرمين وإحالتهم إلى القضاء. وفي الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن توقيت التفجير في مدينة طرابلس في نفس اليوم الذي سيقوم فيه الرئيس ميشال سليمان بزيارة إلى سوريا إنما يستهدف منع تصحيح العلاقة اللبنانية السورية وتحريرها من كل ما يشوبها". وأبدى بري في تصريح مكتوب تخوفه وقلقه من أن يلجأ المتضررون من سلام لبنان واستقرار نظامه وسلوكه الطريق الصحيح لترسيخ سلامه الأهلي ودخوله مرحلة تأسيسية بعد اتفاق الدوحة إلى محاولة إعاقة هذه المسيرة.ودعا بري اللبنانيين إلى المزيد من التضامن والوحدة والانتباه إلى أن محاولة إرباك النظام العام وتهديد الأمن ستبقى على الدوام هدف المجرمين الإرهابيين. وتقدم بري بالتعزية إلى قيادة الجيش وذوي الضحايا العسكريين والمدنيين جراء التفجير الإرهابي في طرابلس. * * ومن جهته استنكر زعيم تيار "المستقبل" في لبنان النائب سعد الحريري الانفجار، وشدد على أن الاستنكار لم يعد يجدي في التعامل مع مثل هذه الجرائم محذرا من أن لبنان أمام خطر محدق يستهدف الدولة ومقوماتها ومؤسساتها ويستهدف وحدة الشعب والمحاولات القائمة لإحياء روح الحوار بين اللبنانيين. * * وطالب بقرارات حكومية حاسمة تدرج جريمة التفجير في إطار سلسلة الجرائم التي تستهدف الأمن القومي على غرار سائر الجرائم التي تهتم بها المحكمة الدولية. وأجرى الحريري اتصالا هاتفيا بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وأوضح المكتب الإعلامي للحريري انه تم خلال الاتصال التأكيد على وجوب اعتبار جريمة التفجير التي وقعت في مدينة طرابلس بأنها جريمة ضد اتفاق الدوحة وضد الجهود المبذولة لتعزيز الحوار الوطني اللبناني. * * من جهته استنكر حزب الله التفجير، معتبرا أن هذه الجريمة تستهدف المؤسسة العسكرية وداعيا إلى الحرص على الجيش ودوره كونه ضمانا للسلم الأهلي والاستقرار. كما دعا الأجهزة المختصة العمل على كشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين. وأدانت سوريا "بشدة" عملية التفجير . وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية في تصريح ان سوريا "تدين بشدة العمل الإجرامي المروع" الذي وقع في طرابلس و"ذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين الأبرياء". وأكد المصدر "تضامن سوريا مع لبنان الشقيق في مواجهة كل الأيدي التي تعبث بأمنه واستقراره". كما أدانت كل من فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما تفجير طرابلس. وفي تفاصيل الحادث، قالت مصادر أمنية لبنانية إن قنبلة استهدفت حافلة كانت تقل مدنيين وعسكريين في شارع تجاري بمدينة طرابلس شمالي لبنان؛ صباح الأربعاء. وذكرت المصادر الأمنية لرويترز أن القنبلة زرعت إما داخل الحافلة أو بالقرب منها. * * وكانت طرابلس خلال الأشهر الأخيرة مسرحا لعدة موجات من الاقتتال بين منطقة باب التبانة التي تعتبر معقلا للأغلبية المناهضة لسوريا، وبين منطقة جبل محسن المؤيدة بغالبية سكانها لقوى المعارضة اللبنانية، وأودى الاقتتال بها بحياة نحو 22 شخصا من الطرفين. وفي العام الماضي، اشتبكت قوات الأمن مع "مقاتلين إسلاميين" بطرابلس، في بداية تمرد من جانب جماعة "فتح الإسلام"، التي كانت تتمركز في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين القريب من المدينة.