أضحى مشكل ندرة لحم الدجاج مطروحا بشدة هذه الأيام من شهر رمضان والذي يعيد إلى أذهان المواطنين سيناريو الغلاء الفاحش الذي عرفته خلا ل شهر مارس 2006 بعد تنامي الإشاعات حول الإصابة بأنفلونزا الطيور. أكد العديد ممن المواطنين أن ارتفاع أسعار الدجاج في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوياتها 270 دج للكلغ الواحد و290دج في بعض الأحياء بالعاصمة منذ شهر شعبان ليست له أية مبررات مرجعين السبب إلى غياب الرقابة وعدم التحكم في حركية الأسعار والمضاربة التي تستهدف جيوب المواطنين كل ماحل شهر الصيام . الدجاج والبيض لمن استطاع إليهما سبيلا وقد عرفت أسعار لحم الدجاج والبيض باعتبارهما مادتين أساسيتين حتى أنهما من أكثر المواد استهلاكا خلال شهر الصيام إلى مستوى قياسيا على الإطلاق حيث تراوح سعره مابين 270دج و290دج في بعض المحلات بعدد من أحياء العاصمة . فيما تراوح سعر البيض مابين 9دج و12دج وهو ارتفاع لم تشهد مثله من قبل هذه المادة الأساسية ويتوقع العارفون بأحوال أن يتواصل مسلسل الغلاء لدرجة لا يمكن تصورها ومن المنتظر حسب هؤلاء أن يقل العرض فيما يتعلق يهذه المادة الاستهلاكية بسبب عامل الندرة وهذا كنتيجة طبيعية للوضع الكارثي الذي يشهده سوق الدجاج عندنا . هذا وحسب احد مربيي الدجاج بمنطقة تقزيرت الني تبعد عن العاصمة بحوالي 130كلم شرقا هذه المنطقة المعروفة بانتشار مربيي الدجاج فان الندرة دائما يتبعها الغلاء ومشكل الندرة حسبه مطروح بشدة هذه الأيام ذلك ماجعل من سعر الكلغ الواحد من الدجاج يقفز إلى أعلى مستوياته لدى باعة الجملة بالمنطقة ليصل إلى 210 دج للكلغ ليباع عند باعة التجزئة ب270دج . عامل الغلاء يرجعه مصدرنا إلى عدة أسباب يأتي في مقدمتها إقدام الكثير من مربيي الدواجن بعدد من مناطق الوطن منها البليدة مرابو تيقزيرت تيزي وزو وبغلية على التوقف عن ممارسة هذا النشاط بعد الخسارة الفادحة التي تكبدها هؤلاء بعد الإشاعات التي روجت بشان انتشار داء أنفلونزا الطيور خلال الأشهر الماضية وكانت النتيجة آنذاك أن نزل سعر الكلغ إلى 100دج و70دج ببعض المناطق مما سبب للمربين خسارة فادحة وتحديدا خلال الفترة التي عزف فيها المواطنون عن اقتناء لحم الدجاج . وأكد مصدرنا دائما انه حتى مالكي الحاضنات الاصطناعية لإنتاج الكتاكيت خاصة الخواص قد توقفوا عن ممارسة هذا النشاط أيضا وبطبيعة الحال يقول محدثنا عندما تتوقف عملية إنتاج الكتاكيت يقل عدد المد اجن بالإضافة إلى عوامل أخرى اعتبرها أساسية منها غلاء أغذية الدواجن وكذلك تزامن شهر رمضان المعظم مع فصل الصيف ومن المعروف في كل سنة انه حين ترتفع درجات الحرارة يطفوالى السطح مشكل ندرة لحم الدجاج نظرا لان أعدادا كبيرة الكتاكيت تموت خلال هذا الموسم ناهيك عن توقف بعض المربين عن ممارسة هذا النشاط بصورة مؤقتة خلال فصل الصيف تفاديا لاحتمال التعرض للخسارة المتوقعة عند ارتفاع درجات الحرارة . المستهلكون مستاءون والتجار يبررون كل هذه المبررات بالنسبة للمواطنين واهية الذين لم يخفوا استياءهم من الغلاء الفاحش الذي تعرفه أسعار البيض والدجاج لدرجة فاقت كل التصورات والتقديرات. وبالنسبة لهؤلاء فان رمضان يتبعه دائما الغلاء وفي كل مرة " خرجة جديدة " يقول احد المواطنين الذي التقينا به بسوق الابيار في اليوم الثاني من رمضان الذي أضاف معلقا على هذا الارتفاع الفاحش " كل رمضان محنة جديدة" فإذا تزامن شهر رمضان مع أيام الشتاء قيل أن برودة الطقس قضت على الآلاف من الكتاكيت وطرحت مشكلة الندرة وإذا ما حل رمضان في فصل الحرارة نفس السيناريو يتكرر مع تغيير طفيف في مصطلحات التبرير. مواطنة أخرى تحدثنا إليها بهذا السوق قالت لنا أن الغلاء مس كل شيء فبعد السكر السميد والزيت يأتي دور البيض . ومااثار استغراب هذه المواطنة هو حجم حبة بيض الدجاج التي تقلصت لتضاهي حجم بيض الحمام هكذا تقول ونفس الشيء بالنسبة للدجاج فبالأمس القريب كنا نقتني دجاجة تكفي لإعداد أكثر من طبق ويمكن لكل أفراد العائلة أن يتلذذوا بطعمها لكن اليوم تباع لنا الفرخة التي تكفي لإنسان واحد تماما كتلك التي نشاهدها في المسلسلات السورية والمصرية أين توضع على مائدة الغذاء عدة فراخ ليتناول كل فرد" فرخته ". أما باعة الدجاج الذين تحدثنا إليهم في الموضوع بالابيار أين يباع الكلغ الواحد من الدجاج ب290 دج فقد أكدوا أنهم يقتنون بضاعتهم عند باعة الجملة بسعر 210 دج لنبيعه نحن بعد عملية تفريغه ب290دج علما أن أحشاء لدجاج وحدها تزن 400غ وبالتالي فان هامش الربح عندنا لا يزيد عن 20دج .