أحصت المصالح البيطرية خلال العام الماضي أزيد من 3259 عضة حيوان بمختلف مناطق بجاية و85 بالمائة من الحالات المسجلة مصدرها الكلاب الضالة، ورغم توصل المصالح الطبية إلى معالجتها، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل حالات وفاة بضواحي حي خراطة، حيث كشفت نفس المصادر أن أغلب الضحايا من الأطفال الصغار• توصلت مجموعة من الأطباء البيطريين وممثلين للجان الأحياء ببجاية خلال جولة قادتهم إلى مختلف أحياء المدينة إلى إحصاء أزيد من 250 كلب ضال أغلبها تعاني أمراض خطيرة قابلة للإنتقال إلى الإنسان، وهو ما جعل هؤلاء الأطباء يرفعون تقريرا إلى مصالح البلدية والولاية لمطالبتها بالتدخل الفوري لتفادي وقوع كارثة حقيقية، خاصة مع الإرتفاع المتواصل لدرجة الحرارة واحتمال إصابة الكلاب الضالة بداء الكلب• وما يؤكد تخوف البيطريين هو الإرتفاع المتواصل لحالات العض التي تزيد سنويا بالمئات مع الغياب التام لطرق مكافحة هذه الظاهرة بسبب تردي الأوضاع الأمنية ومنع المواطنين من استعمال أسلحتهم وقد بادرت عدة بلديات مثل القصر، وسيدي عيش وأميزور التي تنظم حملات مكثفة من خلال تكليف عناصر الحرس البلدي وبالتنسيق مع الشرطة والدرك لكن ذلك لم يخفف من حدة الظاهرة ولم يكن كافيا لتطهير الشوارع من الكلاب الضالة التي تقف وراء 85% من حالات العض المسجلة كما كشفت مصادر من القطاع الصحي ببجاية عن تسجيل عدة أمراض حيوانية أخرى خلال العام الماضي، منها 12 حالة من داء الليشمانيات الخشوية والجلدية بمنطقة خراطة وأربع حالات من الكيس الإيداني وحالتين من داء البوريميات وفي حي سيدي أحمد الذي يعتبر من الأحياء العصرية، فإن العشرات من الكلاب تجوب الأزقة على شكل قطعات تصول وتجول دون أن يعترض سبيلها أي مانع وحولت أقبية العمارات إلى أماكن للتكاثر، حيث كثيرا ما تشاهد كلاب صغيرة حديثة الولادة تخرج من الأقبية إلى الشوارع وأعراض الأمراض بادية على أجسادها، وما يزيد الوضع تعقيدا أن الكثير من الأطفال لا يترددون في مداعبة هذه الكلاب المريضة، وفيما لم تتوصل الهيئات المعنية من البلدية والمصالح الأمنية وجمعية الصيادين إلى إيجاد طريقة لمحاربة هذه الظاهر الخطيرة، جاءت مبادرة الرئيس السابق للبلدية الذي خصص مكافأة مالية قدرها 500 دج لكل مواطن يأتي برأس كلب، لكن المبادرة لم تجد تجسيدها، حيث لم يتجرأ أي مواطن على طلب المكافأة• ممثل جمعية الصيادين من جهته عبر عن استعداد الصيادين للمساهمة في القضاء على الكلاب الضالة التي تشوه الوجه السياحي لمدينة بجاية خاصة في فصل الصيف وتثير تقزز المصطافين والسواح الذين ينظرون إلى بجاية وكأنها مجرد قرية كبيرة•