انتشرت هذه الأيام الكلاب الضالة عبر مختلف مناطق ولاية عين الدفلى إلى حد أن غزت النسيج العمراني البعض الاحياء الكبرى كالخميس وعين الدفلى والعطاف، في الوقت الذي تأكد غياب اللقاح ضد الكلب هذا الموسم في سياق الحملة الوقائية ضد مختلف الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات. ويؤكد بعض الأطباء البياطرة أن الكلاب الضالة تقضي حاجاتها البيولوجية والغريزية كباقي الحيوانات، والفترة المفضلة لديها في عملية التزاوج تكون ما بين موسم الربيع والصيف، وعليه نجدها تتشكل في مجموعات صغيرة وأخرى كبيرة يصل تعدادها إلى حدود 20 كلبا تقودهم في الغالب "أنثى" تسمى محليا "بالكلاب الصارفة" أو "التائهة" وهي الوحيدة القادرة على توجيه حركة ومسار المجموعة التي تنضم إليها بعد ذلك عشرات الكلاب في رحلة طويلة، وفي الغالب يحدث عراك شرس داخل المجموعة الواحدة، بهدف تولي القيادة، وكثيرا ما ترشق مثل هذه المجموعات من قبل بعض سكان الأحياء أو القرى الواقعة بالمناطق الريفية "بالحجارة" حتى يتبدد شملهم لأنهم يمثلون خطرا على حياة السكان خاصة الأطفال المتوجهين إلى المدارس البعيدة عن مقر سكناهم أو رعاة الغنم. واستنادا إلى مديرية الصحة بالولاية فإنها سجلت أكثر من 4 آلاف عضة كلب لحسن الحظ لم تؤدي أي منها إلى الوفاة، لكن عضة كلب واحدة تكلف حسب ذات المصادر 10 آلاف دينار نظير مدة العلاج واللقاح، وبعملية حسابية بسيطة فإن التكلفة الإجمالية فاقت في غضون السنة الماضية أزيد من 400 مليون سنتيم، دون إهمال العلاج الخاص بالاضطرابات النفسية والآثار الجانبية التي تتركها عضات الكلاب في الإنسان وبصفة خاصة الأطفال، وحسب ذات المديرية فإن مصالحها سجلت 34 حالة كلب أغلبها سجلت خارج المحيط الحضري، كما قامت بمعية المصالح البيطرية على إتلاف ودفن الحيوانات المصابة وتلقيح 465 حيوان بمختلف أنواعها. ويؤكد البياطرة على ضرورة توفير اللقاح المضاد لداء الكلب الذي يجدون صعوبة في اقتنائه رغم شروعهم في عملية التلقيح التي تمس كافة الحيوانات ومنها المواشي والأبقار.