بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير و الصحافة و بتاريخ 04 ماي 2008، و بصفتي رئيس منتدى النهضة للفكر والسياسة الذي اغتنم هذه الفرصة لفتح نقاش موسع حول حرية الإعلام في الجزائر بكل فضاءاتها كواقع و آفاق، من الناحية القانونية أو الجنائية و ما يتعرض له الصحفي من متابعات قضائية تطارده في كل مكان بتهمة القذف أو الإساءة إلى السلطات العليا في البلاد ، كان هذا الموضوع محل مداخلة و تفسير قانوني من قبل ضيفة المنتدى المحامية السيدة فاطمة بن براهم التي أشارت أنه في كثير من الحالات لا يعرف الصحفيون كيف يدافعون عن أنفسهم و من أن الصحافة يجب النظر إليها كونها مهمة و ليست مهنة فقط و بذلك فإنها أرادت أن تعلي من شأن هذه الرسالة المقدسة بكل المقاييس للخدمات الجليلة التي تقدمها للرأي العام، أما مناقشة الموضوع من الناحية الإعلامية المهنية البحتة فكان الدور للأستاذ عبد العالي رزاقي باعتباره أستاذا وكاتبا، أما آخر محاور الندوة فكانت للمتدخل الذي يصارع التيه السياسي كما قال هو عن نفسه الأستاذ أرزقي فراد و الذي ذهب إلى تشريح علاقة السلطة بالصحافة و كيف أن التعتيم الإعلامي و تكميم الأفواه ومصادرة الحق المشروع في التواصل مع السلطة لرفع الانشغالات اليومية للمواطن تعمل بالضرورة على تفجير الأوضاع في الشارع الذي أضحى المنبر و المسرح المفضل للكثير من الساخطين على سوء تسيير المسئولين وبالدرجة الأولى في اعتقادي هي على المستوى المحلي أكثر مما هي على المستوى المركزي كما حذرت و نبهت إلى ذلك مرارا في كتاباتي و مداخلاتي بقبة البرلمان في العهدة التشريعية السابقة. مع إيماننا الصادق أن يكون منتدى الفكر و السياسة مفتوحا للرأي و الرأي الآخر كان من واجبنا تمكين رئيس حركة حمس و وزير الدولة السيد أبو جرة سلطاني من أخذ الكلمة ليقول رأيه في الموضوع محل النقاش و قد قلت له قبل أن يأخذ الكلمة كضيف، ربما أنك أفضل من يتحدث عن ذلك بحكم وجودك في السلطة و في المعارضة معا، هذا وقد اغتنمت الفرصة لأطلب منه إذا كان مؤمنا بحق بقيم حرية التعبير أن يتجاوز عن ما كتبناه في حقه من انتقادات في بعض الأحيان كانت قاسية، وأن يكون قلبه و عقله أكبر من أن يتوقف عند مقالة أو اثنتين، ولكن العارفين بأبي جرة وشوشوا في أذني أنه ليس من طينة من يتجاوز عن من أساء إليه أو كما يحلو له التعبير عن من تطاول عليه ولو بكلمة أو بما هو أقل من ذلك، ومع هذا المسألة متروكة له كشخصية تدعي أنها تجاهد للتمكين لشرع الله، وربما ما قيل عن ضيق صدره بناقديه فيه شيء من الحقيقة و الصواب وبالخصوص لما نجده ينقلب على منافسه اللدود مناصرة ليقول في شأنه ومن خلال الندوة الصحفية التي نظمها يوم 04/05/2008 أنه:" انهزم في معركة افتكاك قيادة الحركة و لم يتنازل خدمة لها"، بعدما سبق و أن قال فيه رأيا معاكسا لذلك تماما، ولعلها نشوة النصر فعلت فعلتها إلى حد التغرير بصاحبها و لكن إلى حين، و مما استغرب له المراقبون وما زاد من حيرة البعض حتى من أبناء حمس أنفسهم أنه في نفس الأيام التي يحتفل فيها بحرية التعبير راح أبو جرة يهدد جماعة مناصرة بالويل و الثبور إذا عبروا عن آرائهم و أدلوا بتصريحات لوسائل الإعلام خارج مؤسسات الحركة بما له علاقة بشؤونها دون أن يوضح طبيعة ذلك و الأكيد أنه عازم على ذبحهم دون رحمة، وهذه في رأي دعاة التغيير في حمس و الذين أكبر فيهم حرصهم على تنظيمهم الذي نعتز به و لم يكونوا دعاة تكسير مثل ما فعل أبناء الإصلاح الذين هدموا المعبد بمن فيه و مع ذلك يتوهمون أنهم قد أحسنوا صنعا وأخذ تهم العزة بالإثم، قلت يرون هذه الخرجة التهديدية لأبي جرة تبعث على الخوف والقلق لو أن مثل هؤلاء تحولوا في يوم من الأيام في أعلى مراكز القرار في البلاد و هذا شعور أتقاسمه معهم كما أنني أصبحت أكثر من أي وقت مضى مؤمنا و بحكم الخبرة والمعاشرة أن كثيرا من الإسلاميين السياسويين يقولون ما لا يفعلون وبالتالي لا نملك إلا أن نقول: الله يلطف ما دام وقد خرج من بينهم هذه الأيام من يفكر في الترشح للرئاسة بعدما كان بائعا لقطع الغيار و لله في خلقه شؤون. [email protected]