يبدو أن النزعة القمعية التي تميز النظام المغربي لا تنحصر في الانتهاكات الخطيرة التي تطال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وحمالات مطاردة التي يتعرض لها الناشطون الحقوقيون، فللصحافة المغربية المستقلة نصيب كبير من هذه الممارسات، حيث عبرت لجنة حماية الصحفيين في رسالة وجهتها إلى كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية هلاري كلينتون عن انشغالها بالتدهور الكبير الذي يمس حرية التعبير في المغرب، وبالقمع الذي يطال الصحفيين بالمملكة. عبرت لجنة حماية الصحفيين في مراسلة رسمية وجهتها إلى كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية، هيلاري كلينتون عن شجبها لتدهور حرية التعبير في المغرب، و أكدت في رسالتها، التي وقعها المدير التنفيذي للجنة جويل سيمون، »إننا نسجل بانشغال عميق تدهور حرية التعبير في المغرب«، وأضافت لجنة حماية الصحفيين: » إننا نأمل في أن تستغل هذه الفرصة لإشعار السلطات المغربية بان صحافة حرة تعد مكونا أساسيا لأي مجتمع حر«، وأشارت لجنة حماية الصحفيين، التي تعد منظمة مستقلة تدافع عن حرية الصحافة في العالم إلى حدوث قمع شامل خلال الأشهر الخمس الأخيرة سيما المضايقات القضائية و المتابعات المسيسة و العراقيل و الرقابة، و عددت اللجنة مختلف حالات القمع مذكرة بالحكم الذي صدر ضد مدير أسبوعية المشعل بسنة سجن، وكذا على صحفيين من نفس الدورية بثلاثة أشهر سجنا لنشر معلومات حول صحة الملك المغربي محمد السادس، و لذات الأسباب ذكرت اللجنة بالحكم على مدير النشر و على الصحفي بيومية الجريدة الأولى فضلا عن منع توزيع صحيفة لوموند في المغرب حيث كانت هذه الأخيرة قد قامت بنقل مقالات لصحف مغربية. للعلم شرعت كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية في زيارة إلى المغرب، وتشارك هيلاري كلينتون في »منتدى المستقبل« بمراكش الذي يمنح للمسؤولين السياسيين و الاجتماعيين و رؤساء مؤسسات في الشرق الأوسط و البلدان المصنعة إطارا للحوار و النقاش حول ترقية الحرية و الديمقراطية في المنطقة. وتتزامن رسالة لجنة حماية الصحفيين مع حملة قمع غير مسبوقة تتعرض لها الصحافة المستقلة في المملكة، من خلال متابعات قضائية للصحفيين، علما أنه سبق لمنظمات حقوقية دولية أن سجلت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب ولحرية التعبير، والتي تطال حملة الأقلام الحرة في المغرب بدعوى التعرض لما تسميه الرباط » قدسية الوحدة الترابية للمملكة«،في إشارة إلى قضية الصحراء الغربية التي تعد من المحرمات بالنسبة للصحافة المغربية|، أو بسبب ما تعتبره مساسا بالملك والعائلة الملكة كما حصل مؤخرا.