نذر محمود عباس نفسه لتمرير الخطة المصرية الفرنسية، وهي خطة تحمل المطالب الأمريكية والإسرائيلية دون حياء، وبدل أن يطالب بوقف المحرقة ورفع الحصار راح يزكي مطلب نشر قوات دولية وقال دون خجل إن هذه القوات ستحمي الشعب الفلسطيني. لم تقبل إسرائيل أبدا أي دور لأي طرف غير أمريكا في تسوية الصراع العربي الصهيوني، ولم تقبل بأي قوات دولية في أي فترة من الفترات، والحالة التي نعرفها الآن هي قوات اليونيفيل في جنوب لبنان التي انتشرت بموجب القرار 1701، وهذه القوات لا تقدر على شيء ولا تريد أن تفعل شيئا، والآن تطالب إسرائيل أن تكون القوات الدولية في غزة، والهدف هو حماية إسرائيل وليس حماية الشعب الفلسطيني. ما يسمى بالمجتمع الدولي وقف متفرجا على المذبحة، ولا أحد يحق له، من الناحية الأخلاقية، أن يبعث بجنوده إلى غزة، والأمم المتحدة لها موقف مخز وفقدت مصداقيتها، ثم إن حماية الشعب الفلسطيني لا تكون بتحديد مهمة هذه القوات بمنع دخول السلاح للمقاومة في غزة، وللأمانة يجب أن يقال أن عباس يدعم الخطة المصرية الفرنسية لأنها موجهة ضد حماس وتهدف إلى تضييق الخناق عليها، وهذا ما يعترف به الإسرائيليون علنا، والقوات الدولية يراد لها أن تنشر داخل غزة فقط ولن يسمح لجندي واحد أن يقف على الجانب المصري أو الإسرائيلي، ثم هناك تشديد الخناق من الجانب المصري بتعزيز التواجد الأمني بالتعاون مع الأمريكيين من أجل تدمير الأنفاق ومنع دخول الأسلحة. المقاومة بكل فصائلها ترفض حضور القوات الدولية، ويجب أن يستمر هذا الرفض إلى النهاية، لأن الأمر يتعلق بمؤامرة على الشعب الفلسطيني الذي حكم عباس ومبارك وأولمرت وبوش بتجريده من السلاح وكل أسباب المقاومة تمهيدا لتصفية قضيته والإجهاز عليه نهائيا، ولن تسمح المقاومة التي أفشلت العدوان بمنح هذه الهدية للمجرمين وعملائهم. عصابات القتل الصهيونية التي تحولت إلى جيش فشلت في حماية المستوطنات، وأكثر من أسبوعين من المحرقة لم تمنع الصواريخ من ضرب الأهداف الصهيونية، ليأتي من يتولى المهمة نيابة عن الجيش الإسرائيلي ثم يقول بلا حياء إنني أريد حماية الشعب الفلسطيني.