استجاب 16 دولة عربية لدعوة قطر للمشاركة في القمة العربية الطارئة حول العدوان الإسرائيلي على غزة المقررة بالدوحة غدا الجمعة، ليكتمل بذلك النصاب القانوني اللازم لعقد القمة وهو 15 دولة، فيما أعلنت أربع دول رسميا عدم حضورها هذه القمة وهي مصر والسعودية، الكويت وتونس. وقد أعلن عن حضور قمة الدوحة بصفة رسمية،إلى جانب قطر صاحبة الدعوة، كل من فلسطين،الإمارات،العراق،اليمن،الجزائر، موريتانيا وسوريا وليبيا ولبنان والسودان وسلطنة عمان والصومال وجيبوتي وجزر القمر. وفي المقابل أكدت كل من السعودية ومصر وتونس والكويت - إلى حد الآن- عدم مشاركتها في قمة الدوحة، في انتظار اتضاح موقف كل من الأردن والبحرين. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على هامش اجتماع اللجنة الوزارية العربية الأفريقية حول دارفور أمس في العاصمة القطرية الدوحة أن بعض الدول الأخرى التي لم تعلن موافقتها علنا جاءت منها "ردود إيجابية" وأبدت استعدادها لحضور القمة إذا اكتمل نصاب عقدها. وقال "نحترم وجهات نظر الدول الممتنعة ونعلم أن وجهات النظر كلها نابعة عن حرص على المصلحة العربية". وأوضح أن القمة العربية الطارئة "اجتهاد عربي نأمل أن يؤدي إلى حل قضية غزة" مضيفا أن هذه القمة إذا عقدت "ليست إنقاصا من قمة الكويت الاقتصادية التي ستحضرها قطر على أعلى مستوى ونقدرها ونوليها كل الأهمية والاحترام، ولكننا نرى أن حجم ما يقع في غزة يستدعي قمة عربية منفصلة". وجوابا على سؤال حول ما إذا كان عقد القمة في الدوحة سيؤثر على علاقات قطر بكل من السعودية ومصر قال الشيخ حمد "علاقتنا مع السعودية علاقة قوية ويسودها التفاهم" مضيفا أن "مصر لها تاريخ واضح في النضال العربي، ونحن لا نشكك في أي طرف عربي آخر". ومن جهته ذكر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في رام الله نبيل أبو ردينة أن رئيس السلطة محمود عباس تلقى دعوة رسمية لحضور القمة العربية الطارئة التي دعت الدوحة إلى عقدها، مؤكدا أن "الموقف الفلسطيني الدائم مع وحدة الصف العربي ووحدة الموقف من أجل وقف العدوان في ظل هذه الظروف الصعبة". وكانت السعودية ومصر قد أعلنتا مساء الثلاثاء الاتفاق على بحث الوضع في قطاع غزة أثناء قمة الكويت العربية الاقتصادية المقررة في ال19 من الشهر الجاري، وهو ما يعني رفضا غير مباشر لقمة الدوحة. وقال أحمد القطان مندوب السعودية لدى الجامعة العربية "لا نرى انه من المناسب عقد قمة ثانية" مضيفا أنه "ليس من المعقول أن يجتمع القادة العرب قبل أن يجتمع وزراء الخارجية". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أول أمس إن القاهرة أبلغت الجامعة العربية عدم موافقتها على القمة، مشيرا إلى أن "مصر ترى أن وجود القادة العرب في الكويت في يوم 18 من الشهر الجاري، عشية مشاركتهم في القمة الاقتصادية صباح الاثنين 19 من الشهر الجاري، يمكن أن يكون مناسبة ملائمة للتشاور في ما بينهم بشأن الوضع في غزة". ونقلت وكالة "تونس أفريقيا" للأنباء عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية التونسية أن تونس لا تعتزم المشاركة في القمة، وقالت إن القرار يتوافق مع توجيهات الرئيس زين العابدين بن علي بضرورة الإعداد الجيد لكل تحرك عربي يساهم في وقف نزيف الدماء الفلسطينية. ومن جهة أخرى أعلن المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري أمس عن موافقة العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركة في قمة الدوحة قبل أن تتداول أخبار في المساء عن تراجع الرباط عن المشاركة،وهو ما عزاه بعض الملاحظين لضغوط تكون الرباط قد تلقتها من محور الرياض- القاهرة- عمان. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن اتصالات هاتفية ما زالت جارية مع باقي الدول الأعضاء بشأن عقد قمة الدوحة، وإن البت في القرار سيتخذ في وقت لاحق.