تنطلق اليوم الأربعاء بجامعة محمد خيذر ببسكرة فعاليات الملتقى المغاربي الأول حول " مسار التكامل في منطقة المغرب العربي بين الإعتنبارات القطرية والتحديات الخارجية " الذي ينظمه قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالتعاون مع مخبر البحوث والدراسات في العلاقات الدولية . الملتقى الذي يدوم يومين يشارك فيه أساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية ، وبرمج المنظمون خلال هذه التظاهرة العلمية أكثر من 19 مداخلة يلقيها هؤلاء الخبراء لمناقشة إشكالية الملتقى . وحسب نشرية الملتقى فأن التجارب والمؤشرات السائدة في عالم اليوم تبين أن التكامل يعتبر من أنجع الآليات لمجابهة التحديات والظواهر التي أفرزتها مرحلة التحولات الجديدة في العلاقات الدولية ونظرا لظاهرة تسارع واتساع دائرة عمليات التكامل في مختلف مناطق العالم ، فإن هذه الحقائق والاعتبارات لم تكن كافية للمساهمة في إخراج إتحاد المغرب العربي من حالة الركود التي هيمنت عليه منذ أكثر من عقدين . كما أن الأزمات والمشاكل ذات الطبيعة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدد كيان الدولة لم ترقى إلى مستوى دفع النخب السياسية في المغرب العربي إلى إعادة النظر في أولويات واختياراتها تجاه مسار التكامل والاندماج في المنطقة . وفي خضم هذه الاعتبارات المتعددة الأوجه والمضامين حسب ذات النشرية يمكن التساؤل حول الأسباب الحقيقية لتعثر و تراجع مسار التكامل في المغرب العربي بالرغم من أهمية النتائج الإيجابية التي يمكن أن تجنيها الشعوب والنخب الحاكمة من تقدم هذا المسار . ويرى الدكتور عمر فرحاتي رئيس اللجنة العلمية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بسكرة أن الإجابة عن هذه الإشكالية أكاديميا وموضوعيا تتطلب اختبار فرضية الإدراك الخاطئ للقيادات السياسية النابع من اعتقاد هؤلاء ارتباط وجودها ومصالحها بحالة القطرية وانعدام الضغط من قبل المجتمع بكل فعالياته يحدد إلى درجة كبيرة مستقبل مسار التكامل بين دول المنطقة . ولاختيار مدى سلامة هذه الفرضية في الواقع العلمي يمكن حسب فرحاتي مقاربة الموضوع ودراسته من خلال المحاور ال 5 ، التي تتطرق إلى المفاهيم والمقاربات النظرية لمسارات التكامل الإقليمي و تطور المسار التكاملي في منطقة المغرب العربي ومتطلبات التكامل في ذات المنطقة ، ثم دور البيئة الخارجية " الدولية ، المؤسسات والمنظمات الدولية ، القوى البرى "و آفاق التجربة التكاملية بين دول المغرب العربي .