كرمت أمس جمعية مشعل الشهيد بمناسبة اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام والذي يصادف 19 جوان من كل سنة 22 شهيدا نفذ فيهم حكم الإعدام بالسجون الفرنسية. ذكر رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام السيد مصطفى بودينة بالشباب الذين نفذ فيهم حكم الإعدام أثناء الثورة التحريرية، وقد قدر عددهم آنذاك ب210 أشخاص منهم 199 مجاهدا أعدموا بالمقصلة في حين كان العدد الإجمالي للمحكوم عليهم بالإعدام في الجزائر خلال فترة الإستعمار انطلاقا من بعض الإحصائيات بأكثر من ألفي شخص صدر ضدهم الحكم بالإعدام غيابيا حسب المتحدث. من جهته يكشف الناطق الرسمي للهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري أحمد بن سعيد أن الارقام التي بحوزة الهيئة والتي تم إحصاؤها سنة 1962 تزيد عن 300 ألف أسير حرب محكوم عليهم بالإعدام بطريقة منافية للقوانين الدولية، مؤكدا أنه في الوقت الذي يرفع فيه الأقدام السوداء والجالية اليهودية دعاوى قضائية للمطالبة باسترداد ممتلكاتهم كونها كانت مقيمة في الجزائر فإننا نفتقر الى قانون يمكننا من المطالبة بالتعويض عن الجرائم التي اقترفتها فرنسا في حق الجزائريين يضيف المتحدث. ويذهب السيد بن سعيد الى القول "لا نريد من فرنسا أن تقدم لنا الاعتذار عما اقترفته في حق الشعب الجزائري إنما نبحث عن رد الاعتبار والحصول على تعويض منصف ليتسنى من خلاله للشباب الجزائري أن يفتخر أكثر بما قام به الشهداء والمجاهدون. كما أوضح المجاهد بودينة أن من أحد أهم المهام الرئيسية للجمعية هو الحفاظ على الذاكرة ونقلها لجيل الاستقلال حتى تظل راسخة في الأذهان. والجدير بالذكر أن هذه الندوة التاريخية شهدت تدخل العديد من المجاهدين الذي قدموا شهادات حية عن رفقاء الكفاح الذين أعدموا شنقا ومن بين الذين نفذ في حقهم حكم الإعدام الشهيد لخليفي عبد الرحمان والذي كان محبوسا بإحدى زنزانات "ليون بفرنسا- والذي كان آخر ما قاله قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه وصية للأجيال الصاعدة جاء فيها "أنه قتل لأجل الجزائر لذا لابد على جيل الإستقلال أن يحب الجزائر" وعموما فالشهيد لخليفي يعد واحدا من بين 22 شهيدا الذين نفذ فيهم حكم الإعدام. للإشارة فإن المجاهد بودينة ألف كتابا تحت عنوان "الناجي من المقصلة" ينقل فيه شهادات حية عما عاشه خلال فترة الإعتقال.