رفضت سلطات جبل طارق السماح لثمانية مهاجريين غير شرعيين جزائريين بدخول أراضيها وأجبرت باخرة فخمة للرحلات السياحية انتشلتهم من البحر على نقلهم إلى بريطانيا وهو ما أدى إلى نشوب جدال دبلوماسي بين السلطات البريطانية وسلطات جبل طارق. قالت صحيفة "الصن" الصادرة بلندن ،أول أمس، إن الباخرة أميرة البحر أنقذت الجزائريين بعد أن لمحت مركبهم المدمر يواجه خطر الغرق قبالة الساحل الإفريقي. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي الهجرة في جبل طارق التابعة لبريطانيا رفضوا استقبال المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين بعدما كشفت أنهم أمضوا خمسة أيام علي متن أميرة البحر قبل وصولها إلى مدينة ساوثامبتون بجنوب انكلترا. ونقلت الصحيفة عن المسافر جون أندروود البالغ من العمر 60 عاما الذي دفع 2000 جنيه إسترليني ليأخذ زوجته ساندرا 58 عاما في رحلة بحرية علي متن أميرة البحر قوله إن "اللاجئين الجزائريين كانوا يقفزون ويصفقون ويهتفون فرحاً بعد انتشالهم من القارب المدمّر كما لو أنهم فازوا بالجائزة الكبرى". وأشارت "الصن" إلى أن الحادث أدي إلى نشوب جدال دبلوماسي كون المعاهدات الدولية تملي علي جبل طارق استقبال الجزائريين الثمانية. على صعيد آخر أحصت السلطات الجزائرية 1568 مهاجرا سريا خلال عام2007، حيث أكدت أن فرق حراس السواحل الجزائرية نفس الفترة 1568 شابا مرشحا للهجرة غير الشرعية، في المياه الإقليمية، مشيرة إلى أن 1300 منهم كانوا معرضين لموت مؤكد لحظة إنقاذهم. وتفيد إحصائيات القوات البحرية ، أنه تم انتشال 170 جثة من عرض البحر العام الماضي.كما أكدت أن هذه الظاهرة تتركز أكثر في الجهة الغربية من الوطن بنسبة تعادل 65 بالمئة علما أن الجزائر قد وقعت ست اتفاقيات مع دول أوربية لترحيل الرعايا الجزائريين المتواجدين في وضعية غير قانونية. ويقف وراء الهجرة غير الشرعية شبكات منظمة ويستخدم المهاجرون وسائل لوجستيكية ومحركات بقوة 35 إلى 50 حصان، بوصلة، وصدريات للإنقاذ إلى جانب التزود بصفائح البنزين، حيث يتراوح عدد المجموعة المهاجرة من 5 إلى 10 أشخاص يتسللون عبر قوارب ثمنها يصل إلى 800 ألف دينار جزائري، وتمس الظاهرة بشكل كبير فئة الشباب المتراوح سنه من 18 إلى 40 سنة، إلى جانب شرائح أخرى من المجتمع بدءا من البطال إلى الموظف إلى التاجر.