نجى سبعة مهاجرين سرين جزائريين من الموت في عرض سواحل مياه مارسيليا بعد أن أنقذت حياتهم سفينة سياحية أمريكية كانت تعبر مياه البحر الابيض المتوسط متوجهة الى المحيط الاطلنطي مرورا بمضيق جبل طارق. و أفادت أول أمس الخميس مديرية البحرية المدنية لمحافظة جبل طارق، المستعمرة البريطاينة في جنوباسبانيا، أن إحدى سفن الشركة الامريكية للرحلات السياحية الفاخرة لشركة "اوسيانيا كروز لاينز" قد انقذت ليلة الأربعاء سبعة شبان جزائريين عرض مياه مارسيليا في جنوبفرنسا. وحسب طاقم سفينة "ريغاتا " فقد كان المهاجرون السبعة على متن قارب بمحرك تعرض لعطب بعد ابحاره من شواطئ شرق الجزائر. و أضاف نفس المصدر أن المهاجرين تتراوح اعمارهم ما بين 25 و 35 سنة و لم تكن بحوزتهم وثائق تثبت هويتهم لكنهم اعترفوا بعد ذلك عند التحقيق معهم بانهم ابحروا من شواطئ القالة شرق الجزائر. و أشار نفس المصدر استنادا لما ذكره ربان السفينة بان المهاجرين كانوا ينوون الوصول الى شواطئ جزيرة ساردينيا الايطالية لكنهم ضلوا الطريق فتوجهوا شمالا دون علمهم بانهم قد اقتربوا من المياه الفرنسية مرورا بعرض بحر جزر البلياريس الاسبانية . و عند وصول باخرة " ريغاتا " الى جبل طارق أحد الموانئ المبرمجة في رحلتها السياحية اتصل ربان السفينة بالسلطات المحلية نظرا لوجود أحد المهاجرين الجزائرين في حالة صحية تستدعي نقله على جناح السرعة الى المستشفى. و عندها صعد أحد أطباء حراس خفر السواحل الى السفينة ، كما أكدت نفس المصادر ، أن حالة أحدهم البالغ من العمر 27 سنة خطيرة جدا فنقل على اثرها الى مستشفى سانت برنارد بجبل طارق ليوضع تحت العناية المركزة . وحسب الناطق باسم المستشفى فان حالة الشاب الجزائري "حرجة" و هو يصارع الموت بسبب الحمى الشديدة التي تعرض على مدى ثلاثة أيام في البحر وسط أحوال جوية سيئة. أما الستة الاخرين فقد رفضت السلطات المحلية استقبالهم و بقوا على متن الباخرة التي غادرت الميناء لمواصلة رحلتها السياحية . و تصنف سفينة "ريغاتا" من بين أفخر السفن المخصصة للرحلات السياحية في البحر و هي من صنف طراز خمسة نجوم. وحسب القوانين الدولية والاعراف البحرية فان الاشخاص الذين يتم نجدتهم في عرض البحر يتم تسليمهم للدولة التي تواجد على حدودها البحرية هؤلاء المهاجرين وقت انقاذهم أو يبقوا على متن الباخرة التي اسعفتهم في حالة تواجدهم في المياه الدولية. و ما دام ان المهاجرين كانوا أقرب من الشواطئ الفرنسية فكان من المفروض أن يسلموا للسلطات الفرنسية لكن برنامج السياحي للسفية الامريكية حال دون ذلك فضلا عن استحالة اثبات هويتهم رسميا. وإذا رفضت أية دولة استقبالهم فمن المتوقع أن ينقل الجزائريون الى الولاياتالمتحدة ، حيث مقر شركة أوسيانيا بمدينة نيويورك ، ويخضعون بالتالي لقانون الهجرة الامريكي الذي يضع رهن الحبس كل مهاجر غير شرعي و ذلك في انتظار اثباب هويتهم رسميا و تسليمهم الى السلطات الجزائرية. ومنذ بروز ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الغربية و الشرقية للجزائر فقد لقي عشرات "الحراقة" الجزائريين حتفهم عرض المتوسط في حين انقدت حياة العديد منهم و هم يحاولون الوصول الى شواطئ الميريا الاسبانية أو ساردينيا و لامبيدوزا الايطاليتين. كمال منصاري