اليوم العالمي للطفولة .. احتفلنا به فقط بالتسويق للأرقام الرسمية التي بحوزة الشرطة حول عدد الأطفال ضحايا العنف، وخاصة ضحايا الإعتداءات الجنسية، حيث بلغت 550 حالة خلال الأشهر الأربعة الأولى لعام 2009 ، بمعنى أن هناك طفلين يتعرضان للإغتصاب الجنسي كل يوم ..وتعلق الشرطة أن عدد الأطفال ضحايا العنف الجنسي يتزايد بشكل مستمر. إنه رقم مخيف .. وتعليق أخوف منه. وسبب الخوف يكمن في سبب استفحال هذه الظاهرة التي لم تشر إليها الصحافة التي تطرقت للموضوع، باستثناء الإشارة إلى عينة من الأطفال خرجوا من بيت الأهل ، فكانوا فريسة سهلة للمرضى جنسيا. والحقيقة أن هذه الظاهرة تشير إلى مرض تفشى واستفحل في المجتمع ، وأسبابه متعددة ومتنوعة وكل يتحمل مسؤولية في مستواه. لقد بينت بعض الدراسات الأكاديمية أن نسبة كبيرة من الأطفال يشاهدون التلفزة بمفردهم وحتى وقت متأخر من الليل، ومشاهدة من هذا النوع ليست مضمونة العواقب، فمن شأن مشاهدة لقطات محددة في أفلام سينمائية أو تلفزيونية، أن تدفع الطفل إلى الإنحراف، أو تدفع آخرين إلى الإعتداء بعد أن تكون اللقطات قد شحنته. وبينت دراسات أخرى ، أن كثيرا من الأطفال يستخدمون الأنترنيت بمفردهم في مقاهي الأنترنيت، مما يجعلهم فريسة سهلة " للدعارة الإلكترونية " . وبينت دراسات نشرت مؤخرا أن الجزائريين يحتلون المرتبة العاشرة في الدول العربية في مشاهدة مواقع الجنس على شبكة الأنترنيت. ويبين الواقع المعاش، أن كثيرا من الشابات ، تلميذات في المتوسطات والثانويات ، وطالبات في الجامعة ترتدين ألبسة مثيرة ومغرية ، تبدأ من كشف الظهر، إلى كشف الصدر، إلى كشف البطن، بدون الحديث عن ظاهرة التجميل الأخرى، مما يدفع نظراء لهم أو شباب آخرين إلى الإعتداء عليهن. ليس مستبعدا أن تكون هناك حالات مرضية، لكن المؤكد أن الباب المحلول تدخله الغولة والغول كما يقول المثل. إن "دعارة الأطفال " أو " الإعتداء الجنسي عليهم " إدانة للمجتمع كله، فكل الناس مسؤولون .. الكل في مستواه. فالعائلة التي لا تراقب أبناءئها مسؤولة، والدولة التي لا تمنح لرب العائلة راتبا شهريا يؤهله من تلبية طلبات العائلة مسؤولة، والحكومة التي لا تراقب " السيبر مقاهي " مسؤولة ، والصمت المشجع على ظاهرة " الأمهات العازبات " مسؤولية. إن شعار اليونيسكو الذي يقول : " ولد الأطفال ليعيشوا سعداء " يحمل جميع الدول وجميع الناس المسؤولية الأخلاقية على سعادتهم.