دعا خبراء البناء والتشييد العمراني أثناء تدخلهم في اليوم الدراسي حول "ديمومة مواد البناء" الذي نظمته الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير "جامع الجزائر"، إلى ضرورة استعمال مواد بناء دائمة والحرص على مراقبة جيدة لنوعية المواد المستعملة ولتقنيات البناء وكذا مراعاة العوامل البيئية في تصميم مسجد الجزائر للحصول على انجاز يدوم على فترات طويلة من الزمن. اعتبر الرئيس المدير العام لمركز المراقبة التقنية-غرب مولاي علي أن مراحل نضج الهندسة وتطوير مراحل الإنجاز يجب أن تحلل في إطار مقاربة دقيقة وكاملة، مضيفا أن مشروع المسجد الأعظم يجب أن يستجيب لمتطلبات الاستغلال التي ينبغي أن يتطابق معها والتي لا تسمح بأي تصحيح وتعديل أو تهيئة فيما بعد، مبرزا ضرورة منح بناء المسجد أقصى فرص الدوام من خلال اختيار مواد البناء من أرقى الأنواع. وأكد من جهته آيت مقيدش عبد الوهاب الخبير في البناء المعدني، أن معظم البناءات بالفولاذ توفر من خلال التقنيات المستعملة شروط مشجعة، ومن بين المزايا المرتبطة باستعمال الفولاذ، تجانس الخصوصيات الفيزيائية والكيميائية وإمكانية استعمال هذه المادة حتى في الأراضي الهشة نظرا للخفة النسبية لمختلف مكوناته، وتتعلق المزايا الأخرى المتعلقة باستعمال الفولاذ في البناء حسب الخبير بتسهيل التغييرات اللاحقة للبناية وكون العتاد قابل للتفكيك وللرسكلة، مضيفا في نفس السياق أن البناءات ذات الهياكل الحديدية تناسب جيدا المناطق المعرضة للزلازل كالجزائر العاصمة مثلا. وبخصوص ضمان ديمومة الخرسانة في المناطق الصعبة اقترح البروفيسور عبدالية طاهر من جهته بناء مسجد الجزائر بخرسانة ذات كثافة وبأسمنت يفتقر إلى الجير وبألومينات الكالسيوم، وكذا ضمان تغطية جيدة لفلاذ الهيكل. للإشارة تتواصل أشغال هذا اللقاء اليوم حيث سيتم تخصيص مواضيع النقاش لنوعية مواد البناء التي بإمكانها مقاومة الزلزال وكذا مدة حماية أنظمة الحماية من الصدأ.