باشرت شركة "إعمار" العقارية الاستثمارية إجراءات تصفية نشاطها بالجزائر، بعد تعرضها لصعوبات ناجمة عن تداعيات الأزمة المالية العالمية، وقد أفادت مصادر مقربة من الشركة أن هذه الأخيرة قد أخلت مكتب فرعها بالجزائر من الإطارات القائمة على متابعة مشاريعها الاستثمارية، بعد توحيد نشاطها في الإمارات مع شركة دبي القابضة، وهذا بعد تراجع سعر أسهمها بنسبة 85 بالمائة خلال سنة 2008 بسبب الأزمة المالية. نقل موقع "كل شيء عن الجزائر" عن مصادر مطلعة أن شركة "إعمار" تركز حاليا على إكمال مشاريعها العقارية التي بدأتها، إلا أنها في مقابل ذلك ستعلق إطلاق مشاريعها الجديدة، لخفض العرض في سوق العقارات في دبي". وشهدت الشركة مؤخرا مدا وجزرا مع السلطات الجزائرية، بسبب ما وصفته الشركة بالعراقيل الإدارية والبيروقراطية، غير أن زيارة الرئيس مديرها العام محمد علي العبار، إلى الجزائر، قد وضعت حدا للإشاعات المرتبطة بانسحابها، وأبرمت عقود أربعة مشاريع مع ممثلي الحكومة الجزائري تصل قيمتها إلى عشرين مليار دولار. وحصلت شركة إعمار، وهي أكبر شركة للتطوير العقاري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على رخصة تجارية، من طرف الحكومة الجزائرية منذ سنوات، وقد دخلت الجزائر بطلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، خلال زيارة له إلى دبي، التقى فيها برئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد أل نهيان، وعبر له خلالها بإعجابه بمشاريع إعمار في دبي. ومن أبرز المشاريع التي قدمتها شركة إعمار، مشروع الحظيرة المعلوماتية في مدينة سيدي عبد الله، وتبلغ مساحتها 90 هكتاراً، وتضم مراكز تجارية، مجمعات سكنية، وجامعات، فيما تتمثل بقية المشاريع في مشروع المركب السياحي العقيد عباس، ومشروع الواجهة البحرية جون الجزائر، ومدينة الصحة بالعاصمة، إضافة إلى مشروع ترميم محطة القطار في العاصمة الجزائر، من خلال تزويدها بفندق للمسافرين، مركز تجاري وثلاثة أبراج للأعمال.