كشفت مصادر مقربة من شركة إعمار العقارية الإماراتية، أن مكتب الشركة بالجزائر قد حصل على رخصة تجارية من طرف مصالح الحكومة الجزائرية قبل حوالي عشرة أيام لمباشرة نشاطات الشركة، نافية بذلك المعلومات التي أوردها موقع "مغرب كونفيدونسيال" الإلكتروني في نشرته الأخيرة، والتي قال فيها أن "إعمار العقارية تنوي مغادرة الجزائر بعد ضغوطات تكون قد واجهتها في المدة الأخيرة"، وهو نفس الكلام الذي راج منذ مدة حول الشركة وكذبه مجيء رئيسها شخصيا إلى الجزائر لعرض مشروعاته. وحسب مصادرنا، فإن إعمار تكون قد بدأت في تجهيز المكتب الذي قامت بتأجيره على مستوى مبنى "مركز الأعمال الجزائري" التابع لفندق هيلتون بعد حصولها على الرخصة التجارية التي ستسمح لها بالتحرك وفق الأطر القانونية المتعارف عليها لمباشرة نشاطها، وقد قامت الشركة في المدة الأخيرة بتوظيف مهندسين معماريين ومديري مشاريع من جنسية جزائرية في دبي حتى يتم متابعة نشاط فرع الشركة بشكل جيد، بالنظر إلى حجم المشاريع التي حصلت شركة إعمار عليها من طرف أعلى السلطات الجزائرية. وفي رده على سؤال يخص حقيقة الضغوط التي تتعرض لها إعمار الإماراتية في الجزائر منذ مجيء رئيس الشركة محمد علي العبار في شهر نوفمبر الماضي وحتى قبل مجيئه، سجل المتحدث أن "الشركة تعاني كغيرها من الشركات الأجنبية أو المحلية من بيروقراطية الإدارة الجزائرية.. وهو أمر كان يعرفه القائمون على إعمار قبل اتخاذ قرار الاستثمار في الجزائر". وبالنسبة لبرنامج عمل فرع إعمار في الجزائر بعد الحصول على الرخصة التجارية، كشف محدثنا أن الشركة تنتظر توقيع عقد الشراكة مع الحكومة الجزائرية، فقد تقدمت إعمار للسلطات الجزائرية بطلب الحصول على أسماء الشركات التي ترغب في أن تكون مساهمة مع شركة إعمار لإنجاز المشاريع العقارية الكبرى المعلن عنها عشية زيارة محمد علي العبار إلى الجزائر ولقائه مع كبار المسؤولين الجزائريين، يتقدمهم الرئيس بوتفليقة ورئيس الحكومة بلخادم. وفي هذا الإطار، كشفت مصادرنا أن الحكومة الجزائرية وافقت على منح إعمار ستة مواقع بمختلف مناطق العاصمة لإنجاز مشاريعها الضخمة التي تبلغ قيمتها أزيد من 20 مليار دولار، والتي تتمثل في إنجاز أبراج بالواجهة البحرية شرق العاصمة، و إعادة تهيئة بنايات الجزائر القديمة (القصبة)، وكذا إنجاز فنادق ومنتجعات سياحية في شاطئ العقيد عباس بدواودة، إلى جانب إنجاز مدينة عصرية بسيدي عبد الله هي عبارة عن خليط من السكنات والمحلات التجارية، بالإضافة إلى إنجاز المدينة الصحية بزرالدة. وتفيد معلومات حصلت عليها "الشروق اليومي" من مصادر متطابقة، أن التخوف الذي تحمله بعض الأطراف النشطة في سوق العقار اتجاه شركة "إعمار"، مرده إلى اعتزام الشركة الإماراتية كسر أسعار العقار في الجزائر وما يرتبط به من نشاطات أخرى كالإيجار والبناء، خصوصا إذا علمنا أن هذه الأسعار تشهد منذ مدة ارتفاعا رهيبا لا يتلاءم مع حجم سوق العقار في الجزائر، وفي ظل ممارسة بعض الأطراف للاحتكار تتراوح أسعار الفيلات في منطقة بالعاصمة (بوزريعة) بين مليار ونصف و90 مليار سنتيم، في حين أجبرت شركات أجنبية على استئجار مكاتب بفيلات بأسعار وصلت حتى 700 مليون سنتيم!!. ومعروف أن شركة إعمار، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العقارية، قد تمكنت من إثبات جدارتها في سوق العقار سواء في دولة الإمارات أو في عدد معتبر من دول العالم، ولهذا أبدى الرئيس بوتفليقة تمسكه بأن تستفيد الجزائر من خبرة هذه الشركة في تحويل الجزائر العاصمة إلى دبي ثانية. رمضان بلعمري: [email protected]