يبدأ العملاق الإماراتي في مجال البناء والإنشاء "إعمار العقارية"، في مغادرة البلاد على خلفية الصعوبات التي تواجهها بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. وأفادت مصادر من مقر الإدارة العامة للشركة في دبي، إن "إعمار" أخلت مكتب فرعها بالجزائر المكلف بمتابعة مشاريعها في الجزائر بعد توحيد نشاطها في الإمارات مع شركة دبي القابضة، لتراجع سعر أسهمها بنسبة 85 بالمائة خلال سنة 2008 بسبب الأزمة المالية. وقالت ذات المصادر إن "الشركة تركز حاليا على إكمال مشاريعها العقارية التي بدأتها في عديد البلدان، إلا أنها جمدت مبادراتها الاستثمارية". وحصلت شركة "إعمار"، وهي أكبر شركة للتطوير العقاري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على رخصة من طرف الحكومة منذ 2005 لمباشرة استثماراتها في الجزائر، لكن يبدو أن الأزمة المالية عقدت من الأجندة الاستثمارية للمجموعة. وشهدت الشركة شدا وجذبا مع السلطات الجزائرية، في الفترة الأخيرة بسبب ما وصفته الشركة ب "العراقيل الإدارية والبيروقراطية"، وراجت معلومات أنها ستنسحب، لكن زيارة الرئيس المدير العام ل "إعمار"، محمد علي العبار، إلى الجزائر، وضع حدا للإشاعات المرتبطة بانسحابها، وفعلا أبرمت عقود مشاريع بقيمة 20 مليار دولار، لكن يبدو أن الأزمة أثرت كثيرا في موازنات المجموعة، مما دفعها للانسحاب.