أفادت مصادر مؤكّدة أنّ شبكات تهريب "الحراقة" المنتشرة عبر الولايات الداخلية ولها امتدادات نحو الولايات الساحلية مثل وهران، مستغانم وعين تموشنت، تحرّض القصّر على سرقة المال والمجوهرات من عائلاتهم وتعدهم برحلات مضمونة نحو سواحل اسبانيا. تفاقمت الرحلات السريّة نحو الضفّة الأخرى انطلاقا من شواطئ الغرب في الأسابيع الأخيرة وتضاعفت معها نشاطات شبكة تهريب "الحراقة" التي وجدت في ذلك مصدرا مربحا لدرّ الملايين في ظرف أيّام، حيث ذكرت مصادرنا أنّ هذه الشبكات لديها عناصر ينشطون على مستوى مختلف الولايات الداخلية بالغرب من أجل تأمين أفواج الشباب الراغبين في الهجرة السريّة نحو أوروبا، حيث تظهر بصماتها بشدّة بكلّ من الشلف، غليزان، تيارت، مستغانم وغيرها، إذ سبق وأن تمّ توقيف العشرات من الشباب الذين تبيّن أنّهم ينحدرون من هذه الولايات، إلاّ أنّ الأخطر في الأمر أنّ الناشطين في هذه الشبكات تخطّوا كلّ العتبات من أجل إغواء الشباب والفتيات وحتّى القصّر بجدوى الرحلات وضمان وصول الزوارق بسلام نحو الضفّة الأخرى، حيث يجري التحريض على تأمين المبالغ المطلوبة للرحلة والتي تتراوح ما بين 8 و12 مليون سنتيم، حتّى ولو كان عن طريق السرقة، إذ تمّ تسجيل عدّة حالات من هذا القبيل كانت آخرها توقيف أحد أفراد شبكة تنشط ببلدية وادي ارهيو بغليزان، حرّضت فتاة قاصرا على سرقة مجوهرات عائلتها ومبلغ مالي قدره إجمالا نحو 20 مليون سنتيم، إلاّ أنّه ولحسن الحظّ تمّ توقيفها، كما سبق وأن قامت قاصر بوهران بسرقة مبلغ 50 مليون سنتيم من عائلتها وقامت بتبديدها رفقة شابين في المغرب أثناء توجّههم نحو اسبانيا في رحلة سريّة، وعلى الرغم من أنّ هذه الشبكات صارت معروفة لدى العام والخاص ببلديات مثل بوقادير بالشلف ووادي ارهيو وجديوية بغليزان، إلاّ أنّ مصالح الأمن لم تحرّك ساكنا لتفكيكها وتتركها تصول وتجول لتعبث بعقول الشباب وتلهف منهم الملايين مقابل رحلات مجهولة المصير تنتهي غالبا بالموت غرقا أو في قبضة مصالح الأمن الاسبانية، في الوقت الذي تنشط فيه شبكات أخرى تضخّم الحسابات البنكية بعملة "اليورو" من خلال تأجيرها لساعات مقابل مبالغ مالية معتبرة حسب القيمة المالية التي يرغب الزبون في تضخيمها، للحصول على كشوف بنكية مضخّمة الرصيد يتّم استعمالها كوثائق مزوّرة في ملفات طلب التأشيرة نحو فرنساواسبانيا.