عاد مسلسل أخطاء الكتب المدرسية إلى الواجهة من جديد، حيث تلقّت "الفجر" رسالة من بعض أولياء التلاميذ في ولاية غليزان، تكشف عن تجاوز خطير في كتاب القراءة للسنة الخامسة ابتدائي، والذي يحتوي - حسب الرسالة - على إشارات صريحة للموروث الديني اليهودي من خلال نصّ قراءة في الصفحتين ال28 و29 من الكتاب المقرر المذكور• النصّ المدرّس لتلاميذ الطور الخامس الابتدائي، يسرد حكاية امرأة فقيرة اسمها "راحيل"، يتكرّر ذكرها توكيدا، في أكثر من 5 فقرات• و"راحيل" هو اسم يهودي خالص، يتبرّك به اليهود باعتباره - حسب الرواية اليهوديّة - اسم الزوجة الثانية لسيّدنا يعقوب، فيما تذكر التوراة أنها "والدة سيّدنا يوسف وأخوه الأصغر بنيامين" وإحدى الأمهات الأربع في الديانة اليهودية• كما يشار إلى أن اليهود يعتقدون بوجود قبر "راحيل" في منطقة بيت لحم جنوب القدس• وقد كثر ذكر اسم "راحيل" في الآونة الأخيرة، على خلفية الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة؛ حيث نقلت مصادر صحفيّة عن جنود إسرائيليين عائدين من الحرب، رواية حول ظهور "امرأة قديسة" يعتقدون أنها "الأم راحيل"، أنقذتهم في مواقع كثيرة ونبّهتهم إلى الألغام وكمائن نصبها الفلسطينيون المتربّصون بهم• الرواية - على بساطتها - تؤكّد تبرّك اليهود باسم "راحيل" إلى درجة أن "ضريحها المزعوم" في مدخل مدينة بيت لحم، أصبح مزارا لليهود عموما وللنساء المصابات بالعقم بشكل خاص، لأنها كانت - حسب الرواية اليهوديّة - قد ولدت النبي يوسف وشقيقه بنيامين بعد أكثر من 20 سنة من زواجها• من جهته، صادق الحاخام الأكبر مردخاي إلياهو، الذي يعتبر الرئيس الروحي لليهود المتدينين الأشكيناز، وأكبر رجل دين للتيار القومي الديني في الحركة الصهيونية، الذي يتبعه غالبية المستوطنين، على رواية الجنود، وقال إنها واقعية، وإنه شخصيا كان قد توجه إلى "أمنا راحيل" ودعاها لأن تصلي من أجل الجنود الإسرائيليين في غزة، وأن تباركهم وتبعد عنهم لعنة الفلسطينيين"• روايات ومواقف يهوديّة تدعو إلى تقديس اسم "راحيل" في الوقت الذي يكرّس هذا الاسم في مخيال تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي في الجزائر، من خلال نصّ في كتاب القراءة "اليومي"، بعنوان من "رأفة الفقراء"، الشخصية الرئيسية فيه تحمل اسما استورده القائمون على النصوص المبرمجة، من الموروث الديني اليهودي بطريقة "مريبة"، لم تنتبه إليها اللجنة الوطنية لتنقيح الكتب المدرسية، المنصّبة مؤخرا من قبل وزارة التربية، على خلفية تداول الإعلام لقضيّة تحريف النشيد الوطني وبتر مقطع "يا فرنسا" منه، والمساس برموز الثورة التحريرية•