ندد أولياء تلاميذ المدارس الابتدائية الواقعة فوق تراب مقاطعة درارية و البالغ عددها 17 بالاستخفاف والتلاعب بمصير أبنائهم الدراسي بعد أن أقدمت ذات الابتدائيات على توزيع كتب مدرسية مستعملة و غير صالحة على تلاميذ الطور الأول ابتداء من السنة الأولى، مؤكدين أن ما حدث خلال هذا الموسم الدراسي من فوضى وتسيب لم يعرفه أي موسم دراسي آخر منذ الاستقلال. واستغرب ذات الأولياء من توزيع هذه الكتب بصفة متأخرة مقارنة بالمدارس الأخرى الواقعة خارج تراب بلدية درارية إذ لم يستلم التلاميذ الكتب التي منحت لهم بصفة مجانية إلا قبيل عيد الفطر بأيام قليلة مما حال دون انطلاق الدراسة بشكل فعلي في ظل غياب الوسيلة البيداغوجية الضرورية في مسار التلميذ وقد أبدى ذات الأولياء اندهاشهم وسخطهم من وضعية الكتب المسلمة لأولادهم و التي سجل هؤلاء أنها استعملت من قبل أكثر من تلميذ و خلال أكثر من موسم دراسي مما يستحيل استعمالها مجددا من طرف المتمدرس بعد أن سبق لغيره التمرن والإجابة على صفحاتها وتعرضت للتصحيح من طرف المعلم الذي دون العلامات والملاحظات فأصبحت حسب أحد الأولياء لا تصلح إلا للرمي أو الحرق والأغرب حسب ذات الأولياء أن المدارس لم تقترح صيغة شراء الكتب و اقتصر مجهودها على صيغة التوزيع مجانا مما دفع الأولياء إلى التردد على نقاط بيع الكتب التابعة لديوان المطبوعات المدرسية بينما حاول محدودي الدخل الاستعانة بالممحاة للتخلص من الإجابات و ملاحظات المعلمين. * المعلمون هم أيضا ابدوا استيائهم وامتعاضهم من الكتب الجديدة "القديمة" و التي لا تصلح للاستعمال علما أن المنهج التربوي الجديد في الجزائر يعتمد منذ سنوات عديدة على ما يمكن تسميته بالكتب ذات الاستعمال الواحد والتي يقوم التلميذ فيها بتدوين أجوبته لا سيما كتب الرياضيات والتمارين في اللغة العربية والتربية المدنية والإسلامية إذ أكد ذات المعلمون أن الكتاب الوحيد الذي يصلح للاستعمال من مجموع الكتب الموزعة على التلاميذ هو كتاب القراءة بغض النظر على قدمه بعد تداول أكثر من تلميذ عليه . مدراء بعض الابتدائيات المعنية بالمهزلة الذين تلقوا وابل من الانتقادات من طرف أولياء في قمة الغضب والسخط، تبرئوا من التهمة الموجهة إليهم واجمعوا على أن الأوامر الفوقية الصادرة من مفتشية التربية على شكل تعليمة طالبت مدراء الابتدائيات بتوزيع الكتب المستعملة والموجودة بمخازن ذات المؤسسات ولم تحمل التعليمة سواء ضمنيا أو علنيا أي إشارة تؤكد على استثناء الكتب غير الصالحة وقد شملت التعليمة الكتب المستعملة ابتداء من الموسم الدراسي 2002-2003 وإلى غاية الموسم الدراسي الفارط دون أن تراعي أي شروط بشأن وضعية الكتاب سواء الممزق منه أو المستعمل . أولياء تلاميذ المؤسسات التربوية المعنية بهذا الإجراء طالبوا بفتح تحقيق بشان هذه التجاوزات التي ستحول أولادهم إلى" فئران تجارب" إن استمر الوضع على هذا الحال و ينتظرون من لجان التفتيش التي كلفتها وزارة التربية الوطنية بعمليات تفتيش فجائية للمؤسسات التعليمية للوقوف على واقع تجهيزات و عتاد المدارس أن تلتفت للكتب التي وزعتها ذات المؤسسات على التلاميذ والتي إضافة إلى قدمها وعدم صلاحيتها تعلم لا سيما التلاميذ الجدد روح الاتكالية والاعتماد على من سبقهم من خلال النقل الحرفي للأجوبة حتى ولو كانت خاطئة.