وأرجعت المصادر ذاتها، في تصريح ل "الفجر"، حرص مديرية الحملة الانتخابية التي يرأسها وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، اختيار عبد العزيز بوتفليقة لولاية باتنة كمحطة أولى لحملته الشعبية، إلى الوزن الذي تكتسيه هذه المنطقة باعتبار أن عاصمة الأوراس مهد ثورة التحرير المجيدة، التي شهدت ميلاد أول شرارة في1 نوفمبر 1954• كما يعكس هذا الاختيار من الناحية المنهجية تجسيد المترشح عبد العزيز بوتفليقة لأهم مشروع له خلال عهدته الثانية والمتمثل في تعديل دستور 1996، خاصة ما تعلق بالمواد الخاصة بتمجيد ثورة أول نوفمبر ورموزها وكتابة التاريخ، وهو ما حاول الرئيس المترشح التعبير عنه في حفل إعلان ترشحه بالقاعة البيضوية الخميس المنصرم حين تحدث عن المجاهدين والمنظمة ورمزية تقديم أمينها العام السعيد عبادو لترشحه• وسيحرص مترشح التحالف الرئاسي على توظيف البعد التاريخي لتأمين نقله كعامل حيوي للأجيال الشابة، التي أدرك أنها غير مهتمة بالتاريخ وتنظر إليه من زاوية غير التي ينظر منها الجيل الذي عايش ثورة أول نوفمبر، وهي فكرة سبق له وأن كررها وهو رئيسا للجمهورية في عدة مناسبات، إلى درجة أنها تشكلت لديه قناعة فيما بعد لتحديد معالمها بدقة في التعديلات الواردة في دستور 2008• ومن المقرر أن يزور عبد العزيز بوتفليقة، أيضا الزاوية التيجانية بولاية الأغواط، وهي الزاوية التي ساندته خلال العهدتين السابقتين وجددت تأييدها له في ترشحه الأخير، ولها حضور قوي في المنطقة وفي كل التراب الوطني وحتى في الخارج، بحكم انتشار أتباعها المقدرين بالملايين، وقدرتها على ضمان استمالة أصوات الناخبين الذين لا يرفضون دعوة القائمين على إدارة الزاوية لتزكية أي مترشح، كما أن مديرية الحملة تدرك ذلك جيدا بالنظر إلى النشاط والدور الذي لعبته هذه الزاوية خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2004• وحسب المصادر ذاتها، أسندت مهمة تنشيط 11 تجمعا جهويا إلى قادة التحالف الرئاسي بولايات الشرق والغرب والشمال والجنوب، يشرحون فيه البرنامج الانتخابي للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة ويحاولون إقناع المواطنين بأهمية التصويت عليه من أجل استكمال البرامج التنموية مع عرض الانجازات التي حققها خلال العهدتين الرئاسيتين• كما ستوزع أدوار ثانوية في تنشيط الحملة على الوزراء المنتمين لأحزاب التحالف، فيما لا تشمل العملية الوزراء التقنوقراطيين، أي كلا من وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل ووزير الصناعة وترقية الاستثمارات، عبد الحميد تمار• إلى جانب هذا، سينشط رؤساء المنظمات الوطنية الثمانية، وهي الكشافة الإسلامية الجزائرية، المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، المنظمة الوطنية للمجاهدين، المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، المنظمة الوطنية للنساء الجزائريات، الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، على تنشيط تجمعات مع مناضليها لإنجاح الحملة الانتخابية لمترشحهم• وفي ردها على سؤال خاص بعدد التوقيعات التي تم جمعها إلى حد الآن منذ إعلان الترشح لعهدة ثالثة يوم الخميس الماضي، أشار إلى أن استمارات التوقيعات تصل المديرية بكميات هائلة وعددها يقارب الآن المليون• وتوقعت المصادر ذاتها أن يحقق التحالف الرئاسي السقف الذي حدده لتقديم ملف مرشحهم والمقدر ب 1•5 مليون توقيع•