تنطلق اليوم، الحملة الانتخابية برسم رئاسيات أفريل الداخل، لتستمر 21 يوما، يتنافس خلالها المترشحون الستة على عرض برامجهم وإقناع الناخبين بالتصويت عليهم واختار كل منهم ولاية معينة تكون محطة انطلاق لحملته. وبالنسبة لعبد العزيز بوتفليقة الذي يوصف بأنه المترشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات، فقد وقع اختياره على ولاية باتنة، وهو الاختيار الجدير بالتوقف عنده، لما يحمله من رسائل وإيحاءات، لعل أبرزها، تصادف أول أيام الحملة مع احتفالات عيد النصر، الذي يوافق ال 19 مارس من كل عام، ومن شأن تواجد بوتفليقة بباتنة، التي انطلقت منها شرارة الثورة التحريرية، وفي هذا اليوم بالذات أن يوجه إشارات إيجابية تجاه الأسرة الثورية، التي لن تكون الجهة الوحيدة التي ستتلقى رسائل من بوتفليقة، فهناك أيضا الجماعات الإرهابية، التي حاولت اغتياله خلال زيارته الرئاسية إلى المدينة، في سبتمبر ,2007 وعودته إليها تمثل تحديا لها. كما تعتبر الأهمية التي أولاها بوتفليقة لباتنة بهذه المناسبة، بمثابة عرفان وامتنان لسكان هذه الولاية، التي حصل بها على 57 بالمائة من أصوات الناخبين في رئاسيات ,2004 مقابل 28 بالمائة لمنافسه العنيد يومها علي بن فليس، رغم أن هذا الأخير أصيل هذه المنطقة، شأنه في هذا شأن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي لم يظهر كبير مودة تجاه خلفه بوتفليقة. وتشاء الصدفة أن يكون المكان الذي سيحتضن المهرجان الانتخابي لبوتفليقة، هو المركب الرياضي أول نوفمبر، القريب من منزل زروال بحي الباطوار. ولا بأس أن ينتهز بوتفليقة، فرصة حلوله بعاصمة الأوراس، ليقنع أهل المنطقة، بسلامة نيته عند حديثه في الندوة الوطنية للفلاحة ببسكرة، عن الشاوية الذين إذا اجتمعوا على قصعة مقروط أفنوها! وهذا ما لم يرق للكثيرين هناك. أما لويزة حنون، فقد يممت شطر سطيف، لتبدأ منها مشوار الحملة الانتخابية، وهي الولاية التي تعد الأعلى كثافة سكانية في البلاد، مما يمنحها ثقلا انتخابيا هاما. ويبدو أن حنون تريد أن تجد لحزبها موطئ قدم بهذه الولاية، وتجعل من زيارتها أداة استرجاع بالمنطقة، التي خذلتها في التشريعيات الأخيرة، ولم تمنحها أيّا من مقاعدها بالبرلمان، رغم أن متصدر القائمة، كان قياديا من الكادر المتقدم في حزب العمال، هو جلول جودي المكلف بالإعلام بالحزب ومدير ديوان أمينته العامة.بدوره، فضل جهيد يونسي، أن تكون انطلاقة حملته من حي القصبة بالعاصمة، وبالتحديد من المبنى الذي استشهد به علي لابوانت ورفاقه في معركة الجزائر، ليتوجه بعدها رأسا إلى البليدة. أما محمد السعيد فلن يغادر العاصمة في أول أيام الحملة، إذ ستكون انطلاقته من قاعة الأطلس بباب الواد. في حين يتوجه موسى تواتي شرقا إلى تبسة، وعلي فوزي رباعين غربا إلى تلمسان.