احتضن معهد التاريخ بجامعة بوزريعة، نهاية الأسبوع، يوما دراسيا حول "الشهادة الشفوية كمصدر لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية" نشطها أساتذة مختصون وباحثون في التاريخ وبحضور عدد من المجاهدين الذين قدموا شهادات في الموضوع• أوضح الدكتور العربي دحو، أن الشهادة الشفوية تعد مادة تاريخية هامة شأنها شأن بقية الوثائق التاريخية الأخرى ومرجعا أساسيا للمؤرخين والباحثين في مادة تاريخ الثورة التحريرية، غير أن هذه الشهادة وحدها - يضيف - دحو لا تكفي كونها قد تحتمل الخطأ لعدة أسباب كأن يكون شاهد العيان مثلا شخصا طاعنا في السن، مما يؤثر ويصعب عليه تذكر الأحداث التي عايشها بتفاصيلها، أوقد يكون للشاهد غاية ما فيلجا إلى تحريف أقواله بما يتناسب وغايته و"عليه لا يمكن لنا أخذها بعينها بل يجب أن تخضع لمقاييس علمية دقيقة كالتي تطبق على الوثائق المادية التاريخية الأخرى في طريقة المعالجة وتحليل تلك الشهادات وغربلتها وتصفيتها من الشوائب العالقة بها، حتى نكون أمام مادة جاهزة لتداولها في الوسط المهني والبيداغوجي، مؤكدا أن تزوير الحقائق التاريخية خطأ كبير يحاسبنا عليه التاريخ• من جهته قال الأستاذ بشير سعدوني، إن موضوع الشهادة الشفوية جد حساس كونه يتعلق بتاريخنا المجيد" فهو أكبر من أن يناقش في يوم واحد لما للشهادات الشفوية التي تصدر من أفواه أشخاص عايشوا أحداث الثورة التحريرية بصورة مباشرة من أهمية في كشف النقاب عن العديد من أحداث الثورة التحريرية المجيدة "باعتبارها مادة تاريخية غاية في الأهمية ومرجعا أساسيا للأساتذة والطلبة الباحثين في تاريخ الثورة الجزائرية". ودعا سعدوني في هذا السياق إلى الإسراع في الرجوع إلى هؤلاء المجاهدين الذين يتوفرون على كنز من المعلومات الخاصة بثورة نوفمبر المباركة قبل مفارقتهم الحياة لأن بوفاتهم.. يقول سعدون.. نكون قد ضيعنا مصدرا هاما و موثوقا "فالمجاهد هو وثيقة تاريخية تمشي على الأرض، فبفقدانه نضيع جزءا من تاريخنا وهويتنا الوطنية"•