احتضن معهد التاريخ بجامعة بوزريعة نهاية الأسبوع يوما دراسيا حول ''الشهادة الشفوية كمصدر لكتابة التاريخ الثورة الجزائرية''، نشطها أساتذة مختصون، تحت إشراف الدكتور محمد قورصو والأستاذة مليكة قورصو. أكد الأستاذ بشير سعدوني في مداخلة له أن موضوع الشهادة الشفوية جد حساس كونه يتعلق بتاريخنا المجيد'' فهو أكبر من ان يناقش في يوم واحد لما للشهادات الشفوية التي تصدر من أفواه أشخاص عايشوا أحداث الثورة التحريرية بصورة مباشرة من أهمية في كشف النقاب عن العديد من احداث الثورة التحريرية المجيدة''، باعتبارها مادة تاريخية غاية في الأهمية ومرجعا أساسيا للأساتذة والطلبة الباحثين في تاريخ الثورة الجزائرية. ودعا سعدوني في هذا الاطار إلى الإسراع في الرجوع إلى هؤلاء المجاهدين الذين يتوفرون على كنز من المعلومات الخاصة بثورة نوفمبر المباركة، قبل مفارقتهم الحياة لأن بوفاتهم -يقول سعدون- نكون قد ضيعنا مصدرا هاما وموثوقا ''فالمجاهد وثيقة تاريخية تمشي على الأرض، وبفقدانه نضيع جزءا من تاريخنا وهويتنا الوطنية''. من جهته أوضح الدكتور دحو أن الشهادة الشفوية تعد مادة تاريخية هامة شأنها شأن بقية الوثائق التاريخية الأخرى ومرجعا اساسيا للمؤرخين والباحثين في مادة تاريخ الثورة التحريرية، غير ان هذه الشهادة وحدها حسب دحو لا تكفي كونها قد تحتمل الخطأ لأسباب عدة كأن يكون شاهد العيان مثلا شخصا طاعنا في السن مما يؤثر ويصعب عليه تذكر الأحداث التي عايشها بتفاصيلها، أو قد يكون للشاهد غاية ما فيلجأ إلى تحريف اقواله بما يتناسب وغايته يضيف دحو، و''عليه لا يمكن لنا أخذها بعينها بل يجب أن تخضع لمقاييس علمية دقيقة كالتي تطبق على الوثائق المادية التاريخية الأخرى في طريقة المعالجة وتحليل تلك الشاهدات وغربلتها وتصفيتها من الشوائب العالقة بها حتى نكون أمام مادة جاهزة لتداولها في الوسط المهني والبيداغوجي''. ويعود دحو ليؤكد ان تزوير الحقائق التاريخية خطا كبير يحاسبنا عليه التاريخ''. وتواصل اليوم الدراسي بتقديم مجموعة من المداخلات لأساتذة تاريخيين والتي تضمنت عينات من الشهادات الشفوية التي استقوها ممن صنعوا أمجاد الثورة الجزائرية على رأسهم محمد بن طوبال.