كشفت مصادر أمنية مطلعة عن إقامة معسكرات لتدريب عناصر عربية من جنسيات مختلفة داخل فلسطين على تقنيات الجوسسة والتمارين العسكرية بتخطيط من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" منذ أكثر من سنة، تحسبا للقيام بعمليات إرهابية ضد المصالح الأجنبية داخل الدول العربية تزعم أنها تمثل تهديدا على مصالحها الإستراتيجية، ما أعاد إلى الأذهان أحاديث شبكات التجسس الإسرائيلية المتمركزة في أنحاء مختلفة من العالم. وأضافت ذات المصادر أن هذه المعسكرات تضم مجندين من الجزائر والمغرب واليمن ودول عربية أخرى، دخلت فلسطين بجوازات سفر مزورة، قادمين من مختلف مطارات أوروبا، في إشارة إلى تواطؤ الأوساط الأمنية في هذه الدول، وذلك في إطار تفعيل وإعادة بعث خلايا التجسس التابعة للمخابرات الإسرائيلية التي تملك ماض أسود في تجنيد العملاء والجواسيس العرب، وتنفيذ عمليات داخل الدول العربية والأوروبية في أوقات محددة لقضاء مصالح الدولة الصهيونية، وتغيير وجهة الرأي العالمي عما تقترفه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وأرضه من جهة، وتخريب المجتمعات العربية وضرب اقتصادها. وذكرت المصالح الأمنية الجزائرية أن أجهزة الاستخبارات الغربية، وخاصة الموساد لها يد في الأحداث التي عاشتها البلاد خلال المأساة الوطنية، بعد التحريات التي قامت بها خاصة مع العناصر الأجنبية المسلحة التي تم القبض عليها، واعترفت بعدة أسرار كشفت عن تورط الاستخبارات الغربية، والموساد بصفة خاصة، ولازالت الاستخبارات الإسرائيلية تتحين الفرصة لزرع الفتنة والفوضى في مختلف الدول العربية ومنها الجزائر.. وتتهم عدة أطراف أمنية عالمية إسرائيل بمسؤوليتها عن مختلف الأزمات الداخلية أو الخارجية بين عدة بلدان، وظهور بؤر التوتر، وتشجيع تهريب واستهلاك المخدرات في المجتمعات العربية، ونشر أفكار تهدف للتفسخ الأخلاقي، وغيرها من الوسائل والأساليب التي تستعملها لإضعاف الدول العربية، وهو ما كشفت عنه مصالح الاستخبارات الدولية في عدة تقارير بعد دراسة لأجندة الموساد، وأهم ما جاءت به أن أغلب عمليات التهريب وتزوير العملات التي اكتشفت في السوق العراقية مؤخرا حول اللحوم التي تحمل فيروسات جنون البقر وأخرى مواد سامة سوقت بقوة وبأسعار منخفضة، تقف وراءها إسرائيل من خلال خلايا الموساد، واعترفت بذلك الصحيفة الإسرائيلية "معاريف"، موضحة أن مصر وحدها تدخلها عبر حدود البلدين أكثر من 500 طن من المخدرات، وأن حوالي 5000 طفل يعيشون في إسرائيل تم تهويدهم بعد اختطافهم من دول عربية، وآخرها اعتراف المخابرات الأمريكية بوجود 810 وثيقة كاذبة وصلت من رجال الموساد، من بين 870 وثيقة، حول الدمار الشامل المزعوم العراقي .. وتوضح المصالح الأمنية العربية أن الكابوس الذي أصبحت تخشاه إسرائيل وجعلها تعلن طوارئ داخل قواتها الأمنية على اختلافها ما تسميه "الإسلام السياسي"، ودفعت الدول العربية لأن تكون خلية من الجواسيس تشغلهم أجهزة الأمن الإسرائيلية ونظيراتها الغربية، يعملون في حرب خفية.