''هدفنا بلوغ موسوعة غينس العالمية ورفع راية الجزائر عالية في المحافل الدولية''•• بهذه العبارة قابلتنا مجموعة من الشبان صادفناهم في أعالي حديقة الحيوانات في بن عكنون خلال حصة تدريبية للتمرن على أحدث تقنيات الإنقاذ على مستوى المرتفعات العالية، وصفها رئيسهم بذات الصنع الجزائري مائة بالمائة• لم يكن لقاؤنا بهم مُرتّبا من قبل، حيث بلغنا أن طارئا قد وقع في حديقة الحيوانات والتسلية بمنطقة بن عكنون، وأن فرقة الحماية المدنية انتقلت إلى عين المكان ما دفعنا للتنقل إلى الحديقة لتقصي الأمر، وإذا بنا نتفاجأ بالسبب الحقيقي لتواجدهم هناك ولم يكن سوى لإجراء تدريبات ميدانية عن تقنيات الإنقاذ الجديدة التي ابتكرها قائدهم بعد دراسات ميدانية معمقة، كان قد أجراها مسبقا، وإنهم الآن بصدد تجريبها والتمرن على طريقة التحكم فيها• ويراهن قائد الفرقة، حسبما لمسناه من كلامه، عن تحطيم الرقم القياسي وبلوغ موسوعة ''غينس'' العالمية في مجال الإنقاذ في المرتفعات العالية• وإن التقنية التي قال ''إنها جزائرية مائة بالمائة'' سيتم اعتمادها عالميا لما ستقدمه من تسهيل في عملية الإنقاذ خاصة على مستوى مناطق العطب التي تحدث فوق أرضيات جبلية وخطرة للرسو بها، فضلا عن التخطيط المحكم ودقتها• وتتمثل تقنية الإنقاذ الجديدة، حسبما وقفنا عليه في عين المكان، في اعتماد خطة ثلاثية المنافذ يتم من خلاها الوصول إلى 3 مركبات في آن واحد وإجلاء الركاب في أسرع وقت ممكن دون أن يمسهم أي سوء ودون الحاجة للهبوط على الأرضية، حيث تم ابتكار هذه التقنية أساسا لاستعمالها في أماكن العطب التي تكون على علو أرضية جبلية غير مؤهلة يصعب الهبوط عليها أوالقيام بعملية الجر على مستواها، سواء لتواجد حيوانات أو زواحف خطيرة أو لصعوبة الوقوف عليها كون تربتها منزلقة• ويتولى قائد الفرقة مهمة الصعود إلى المستوى العالي، كأول خطوة يقوم فيها بتجهيز المسلك عن طريق ربط الحبال الموصولة بالبكرة التي يتم التنقل بواسطتها على طول السلك الميكانيكي، لينتشر بعدها باقي أعوان الفرقة لإجلاء الركاب من مركبة إلى مركبة حتى يتم إيصالهم إلى بر الأمان، لاسيما لما تكون الأرضية التي حدث العطب على علوها غير مؤهلة للجر بحكم أنها غير سطحية• ويكون قائد الفرقة، خلال عملية تأمين المسلك، محملا بحقيبة يتراوح وزنها بين 10 و15 كلغ تضم مجموعة من المعدات اللازمة لتجهيز المسلك من حبل متين يصل طوله إلى 100 متر وقفازات وبكرة• ويتم تجنيد الفرقة خصوصا لإنقاذ المحجوزين على متن المركبات الهوائية المتواجدة على مستوى المرتفعات بإقليم ولاية العاصمة، في حال تعرضها لخلل أو عطب ميكانيكي، مثل تلك الموجودة بحديقة التسلية والحيوانات ببن عكنون والأخرى الرابطة بين حي العقيبة والمدنية، إضافة إلى مصعد العناصر• ويتطلع أفراد الفرقة، المكونة من 5 أعوان وقائدهم، إلى احتلال مرتبة مشرفة بين العشر بلدان المصنفة بالريادة في مجال الإنقاذ في المرتفعات على مستوى العالم•